قوله:{وَمِنْ آيَاتِهِ} أي: آياتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، والآيَةُ في اللُّغةِ العَلامَةُ وهي بالنِّسبَةِ لآياتِ اللهِ ما كان عَلامَةً على قُدرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وقُوَّتِه وحِكمَتِه وعِلمِه ورَحمَتِه وغَيرِ ذلك. وقَولُه:{وَمِنْ آيَاتِهِ} الدَّالَّةُ على قُدرَتِه وعِلمِه وحِكْمتِه ورحمَتِه وغَيرِ ذلك مِمَّا دَلَّ عليه هذا اللَّيلُ والنَّهارُ.
{اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ} اللَّيلُ بظَلامِه والنَّهارُ بضِيائِه، هذا من آياتِ اللهِ لا أَحَدَ يَستَطيعُ أن يَفعَلَ ذلك إِطلاقًا يَقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ}[القصص: ٧١] الجَوابُ: لا إِلَهَ، لا أَحَدَ يَأتي بذلك، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}[القصص: ٧٢] الجَوابُ: لا أحَدَ.
فهذا مِن آياتِ اللهِ العَظيمَةِ الدَّالَّةِ على قُدرَتِه وعلى رَحمَتِه وعِلمِه وحِكمَتِه وقُوَّتِه، بينَما اللَّيلُ قد غَشِيَ الأَرضَ بظَلامِه، وإذا بِالصُّبْحِ قد كَشَفَ هذا الغِطاءَ،