والفائدَةُ الثَّانيةُ: أنَّه أَشَدُّ تَهديدًا مِمَّا إذا جاءَ مُتأخِّرًا عن عامِلِه كأنَّه يَقولُ: لو لم يَكُنْ عالمًا بأيِّ شَيءٍ لكانَ عالمًا بأعمالِكم. فهُنا الحَصرُ لِبيانِ التَّهديدِ لهَؤلاءِ كأنَّه يَقولُ: لو خَفِيَ عليه كُلُّ شيءٍ لم يَخفَ عليه أَعمالُكم.
من فوائدِ الآيَةِ الكريمَةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: تَحريمُ الإلحادِ في آياتِ اللهِ، وَجهُ ذلك أنَّ اللهَ تَعالى هَدَّد المُلحِدينَ في آياتِ اللهِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إِثباتُ الآياتِ والتَّقسيمُ من عِندنا مَبنِيٌّ على التَّتبُّعِ والاستِقراءِ، يَعني: إِثباتُ أنَّ اللهَ تَعالى له آياتٌ كونِيَّةٌ وشَرعيَّةٌ، والآياتُ ليس فيها ذلك لكن بالتَّتبُّعِ والاستِقراءِ عَلِمنا أنَّ آياتِ اللهِ تَنقَسِمُ إلى قِسمينِ شَرعِيَّةٍ وكَونيَّةٍ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تَهديدُ المُلحِدينَ بأنَّ اللهَ مُطَّلعٌ عليهم لا يَخفى عليهِ شَيءٌ مِن أحوالهِم.