يَقولُ المفسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} في النَّارِ: {رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}]، قَولُه: في النَّارِ، هذا قَيدٌ لا يَدُلُّ عليه القُرآنُ، فإنَّه يَحتمِلُ أنَّهم يَقولونَ ذلك في النَّارِ أو في عَرَصاتِ القِيامَةِ - اللهُ أعلمُ -، لكنَّهم لا بدَّ أن يَقولوا هذا القَولَ:{رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}.
قَولُه تعالى:{أَرِنَا} أي: اجعَلنا نَرى، و {اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، {اللَّذَيْنِ} اسمٌ موصولٌ مُثنَّى، والمُرادُ الجِنسُ لا الواحِدُ.
وقَولُه:{أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} بَيانٌ للَّذي قال المُفسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [أي إِبليسُ وقَابيلُ سنَّا الكُفْرَ والقَتْلَ]، يعني: مَعناها أنَّ المفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ حَمَلَ هذا العُمومَ على التَّعيينِ، فقال:{اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا} مُثَنَّى اثنينِ، أحدُهما إِبليسُ سَنَّ الكُفْرَ، هو أوَّلُ مَن كَفَرَ، والثَّاني قَابيلُ سَنَّ القَتْلَ، فالأَوَّلُ عُدوانٌ في حقِّ اللهِ، والثَّاني عُدوانٌ في حَقِّ عِبادِ اللهِ.