{إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا} أي: أحيا الأرضَ الخاشعَةَ {لَمُحْيِ الْمَوْتَى} الجُملَةُ مُؤكَّدَةٌ بمُؤكِّدينِ إنَّ واللَّامَ، و {الْمَوْتَى} جَمعُ مَيَّتٍ، والمُرادُ به كُلُّ مَن مات مِن بَني آدمَ وغَيرِهم، فهو قادرٌ على إِحيائِهم.
{إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أيضًا جُملَةٌ مُؤكَّدةٌ بإنَّ، و {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} كُلُّ شيءٍ، فاللهُ قادرٌ عليه قادرٌ على إِيجادِ المَعدومِ، وعلى إِعدامِ المَوجودِ وعلى تَغييرِ الثَّابتِ وعلى تَثبيتِ المُتغيِّرِ كُلُّ شيءٍ قادِرٌ عليه.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: الاستِدلالُ بالمَحسوسِ المَنظورِ على المَوعودِ المُنتَظَرِ، وَجهُه أنَّ اللهَ استدَلَّ بالشَّيءِ المَنظورِ المَحسوسِ وهو نَباتُ الأرضِ بعدَ أن كانت هامدَةً على شَيءٍ مُنتَظَرٍ وهو إِحياءُ المَوتَى بعد مَوتِهم، وفيه أيضًا الاستِدلالُ بالأدِلَّةِ العَقليَّةِ أنَّ