للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسانَ يَستَدِلُّ بالمَحسوسِ على المَعقولِ يَعني: أنَّ قُدرةَ اللهِ على هذا تَدُلُّ على قُدرَتِه على الآخَرِ.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: استِعمالُ القِياسِ وأنَّ القياسَ ثابتٌ؛ لأنَّ اللهَ تَعالى قاس إِحياءَ المَوتى على إِحياءِ الأرضِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: تَأكيدُ ما يَنبَغي تَأكيدُه سَواءٌ كان ذلك لإنْكارِ مُنكَرٍ أو شكِّ شاكٍّ أو لأهَمِّيَّةِ الأمرِ؛ لأنَّ التَّأْكيداتِ تَكونُ: إمَّا لأَهَمِّيَّةِ الأمرِ، وإمَّا لرَفعِ الشَّكِّ والتَّردُّدِ في الشَّيءِ حتَّى يَكونَ أمرًا يَقينيًّا، وإمَّا لإثباتِ الشَّيءِ المُنكَرِ. فمثلًا إذا كانت الآيَةُ تُخاطِبُ الَّذين يُنكِرونَ البَعثَ، فهذا الإِثباتُ لِإثباتِ مُنكَرٍ يَعني لإِثباتِ شَيءٍ أنكَرَه قَومٌ.

وإذا كانت الآيَةُ تُخاطِبُ مَن يَتَرَّددون في ذلك فهي لرَفعِ الشَّكِّ والتَّردُّدِ، وإذا قَدَّرنا أنَّها تُخاطِبُ مَن لا شكَّ عندَه ولا إِنكارَ، فهي لأَهَمِّيَّةِ الأمرِ أوِ المَوضوعِ؛ لأنَّ الإيمانَ بذلك هو الَّذي يَحدو الإنسانَ إلى أن يَعمَلَ لولا أنَّ الإنسانَ يُؤمنُ بأنَّه سوف يُبعثُ ويُجازى لكان غَيرَ نَشيطٍ على العَمَلِ، أكثَرُ ما يُنَشِّطُ الإنسانَ على العملِ هو خوفُ يومِ القيامَةِ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: عُمومُ قُدرةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لقَولِه: {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فلا يُعجِزُه شَيءٌ لتَمامِ عِلمِه وتمَامِ قُدرتِه، قال اللهُ تَعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: ٤٤] لأنَّ العاجِزَ إمَّا أن يَكونَ لعَدَمِ عِلمِه، وإمَّا أن يَكونَ لعَدَمِ قُدرتِه، فنَفَى اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ - العَجزَ وبَيَّن ذلك بسَببِ كمالِ عِلمِه وقُدرَتِه، إذن إنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٍ.

<<  <   >  >>