وإذا كان الإنْسانُ لو قرَأَ متْنًا ألَّفَهُ إنسانٌ منَ البَشَرِ، فلا بُدَّ أنْ يَتدبَّر مَعانيَه وَيتفَهَّمَها، فكذَلِك كَلامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِن باب أوْلَى أنْ يَتدبَّر الإنسانُ مَعانيَه وَيتفَهَّمها، لأنَّ قِراءةً بلا معنًى ليستْ قِراءةً، فالقارئُ الذي لا يَفهمُ المعنى؛ بمنزِلةِ الأُمِّيِّ الذي لا يَقرأُ.
ودليلُ ذلك قولُه تعالى:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ}[البقرة: ٧٨] , يعني إلَّا قِراءةً، فوصَفَهمُ اللهُ بأنَّهمْ أُمِّيُّون؛ لأنَّهم لا يَعلَمون الكِتابَ إلا قِراءةً فقطْ.
وقد ذَكَر العلماءُ رَحِمَهمُ اللَّهُ لتفسيرِ كلامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قواعدَ مهمَّةً، نَذكرُ مِنها ما يَلي:
١ - أَوْلى ما يُفسَّرُ به القرآنُ أنْ يُفَسَّر القُرآنُ بالقُرآنِ؛ لأنَّ الَّذي فسَّر هُو الَّذي أَنزَلَه، وهُو أعلَمُ بمُرادِه، فنُفسِّر القرآنَ بالقرآنِ ما وجَدْنا إلى ذلك سبِيلًا، ولهِذا