إِلي نَفسِه لِقَولِه:{هَذَا لِي} أَوْ يُضيفُها إِلي اسْتحقاقِه إِيَّاها، فَكأنَّ اللهَ لا مِنَّةَ له عليه علي القولِ الثَّاني أنَّ مَعنَى قولِه:{هَذَا لِي} هذا مُستَحَقٌّ لي.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: بَيانُ عُتوِّ الكافرِ حَيثُ أَنكرَ ما قامتِ الأدلَّةُ الشَّرعيَّةُ والعقليَّةُ والحِسِّيَّةُ علي ثُبوتِه في قَولِه: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}.
والأدلَّةُ الشَّرعيَّةُ علي ثُبوتِ قيامِ السَّاعةِ كَثيرةٌ لا تُحصى، والأدلَّةُ العقليَّةُ هو أَنَّه ليس مِنَ الحِكمةِ أَنْ يُوجِدَ اللهُ هَذِهِ الخَليقةَ ويَأمُرُها ويَنهاها، ويُسلِّطُ بَعضَهَا علي بَعضٍ بِالسَّيفِ، وَيُقاتلُ المُؤمنُ الكافرَ ثُمَّ تَكونُ النِّهايةُ لا شيءَ، هذا سَفَهٌ، وقَدْ أَشارَ اللهُ إِلي ذلك في قَولِه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥)} [المؤمنون: ١١٥] أيُّ فائدةٍ لِخَلقٍ يُوجَدُ ويُؤمَرُ ويُنْهَي ويُسلَّطُ بَعضُهُ على بَعضٍ في القتلِ العَمدِ، ثُمَّ النِّهايةُ لا شيءَ! لا فائدةَ مِن هذا، وحِكمةُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَأْبَي أَنْ يَقعَ مِثلُ ذَلكَ مِنَ اللهِ، هَذا دَليلٌ عَقليٌّ واضحٌ يُوجبُ أَنْ يُبعثَ النَّاسُ لِيُجازَوْا عَلى أَعْمالهِمْ.