ولهِذا اختَلفَ فيها النُّظَّارُ مِنَ المُتكلِّمينَ والفَلاسِفَةِ وغَيرِهِم، مِنهم مَن قال: إِنَّ النَّفسَ هي الدَّمُ، ومِنهم مَن قال: إِنَّ النَّفسَ جُزءٌ مِنَ البدنِ، ومِنهُم مَن قالَ: إِنَّ النَّفسَ عَرَضٌ في البدنِ، ومِنهم مَن قال: إِنَّ النَّفس لا توصَفُ بِشيءٍ فَلا هي داخلُ العالَمِ، ولا خارِجُه ولا مُتَّصلَةٌ ولا مُنفصلَةٌ، إِلي آخِر ما يَقولونَ في النَّفيِ المُطلَقِ، ومنهم مَن قال: إِنَّ النَّفس مخَلوقٌ مِن مخَلوقاتِ اللهِ وأَنَّها ذاتُ جُرمٍ وأَنَّها تَدخُلُ في البدَنِ وتَسيرُ فيهِ كَما تَسيرُ الجَمرُ في الفَحمِ أَوِ الماءُ في المَدَرِ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان، رقم (٥٠)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب معرفة الإيمان، رقم (٩)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.