للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَسألَةٌ خَطيرَةٌ - قالُوا: لا بُدَّ مِن قيْصَريَّة، والقَيصَريَّةُ تعنِي شقَّ البَطنِ، ثمَّ إذا وَلَدتْ عَشرةَ أولادٍ يَكون في بَطنِها عشْرَةُ شُقوقٍ؛ فلا يَتَحمَّل هذا البطنُ أيَّ حمل، بلْ لو حمَلت لانفجر.

وكلُّ هذا مِن نوعِ مِن الشِّركِ، فلا تَلجَأُ إلى المُستَشفى إلَّا لِلضَّرُورة القُصوى، اجْعَلْ رجاءَك دائِمًا مُعلَّقًا بِاللهِ، وقُلْ: إنَّ الَّذي خلَقنِي وأوجَدَني أوَّلَ مرَّة قادِرٌ على أنْ يُزيلَ ما بِي مِن مرَضٍ، وهُو أقدَرُ مِن كُلِّ أحَدٍ يُزيلُها عَزَّ وَجَلَّ بدُون أيِّ عمَليَّة، وبدُون حُبوب، وبدُون مِياه، وبدُون إبَرٍ.

المهِمُّ: أنَّ اتِّخاذَ الأَنْدادِ لَيْس خاصًّا بشَيءٍ مُعيَّنٍ، بل يَكونُ في أشْياءَ كَثيرَةٍ، فإيَّاك أنْ يَكونَ لكَ نِدٌّ، حتَّى إنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعِسَ عبْدُ الدِّينارِ، تعِسَ عبْدُ الدِّرهَمِ، تعِسَ عبْدُ الخَميصَةِ، تعِسَ عبْدُ القَطِيفة" (١)؛ وهلِ الإنْسانُ يضَعُ الدِّينارَ فَوقَه وَيَسْجُدُ له وَيركَعُ؟ !

الجوابُ: لا، وكذَلِك الدِّرهَمُ والخَمِيصةُ والخَمِيلةُ، لكِن لمَّا كان قلْبُه معلَّقًا بهَذا الشَّيءِ؛ إنْ أُعطِي رضيَ، وإنْ لمْ يُعطَ سخِطَ، صارَ عَبدًا لها، نَسْألُ اللهَ أنْ يُعيذَنا وإيَّاكم مِن ذلِك.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بيانُ امتِناعِ النِّدِّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ لِقولِه: {ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت: ٩]، وجْهُ الِامتِناعِ أَنَّه ربُّ العالَمِين وأيُّ نِدٍّ لا بدَّ أن يكُونَ ربَّ العالمَين؛ فلا أحدَ يُمكِنُ أنْ يُقالَ: إنَّه ربُّ العالمَينَ؛ فهُو ربٌّ وما سِواه مرْبُوبٌ؛ إذَن: ما سِواه لا يصِحُّ أنْ يكُونَ نِدًّا له.


(١) أخرجه البخاري: كتاب الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، رقم (٢٨٨٦، ٢٨٨٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>