للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في بغداد رجل قد ركبته ديون كثيرة وهو مفلس فأمر القاضي بأن لا يقرضه أحد شيئاً، ومن أقرضه فليصبر عليه ولا يطالبه بدينه، وأمر بأن يركب على بغل ويطاف به في المجامع ليعرفه الناس ويحترزوا من معاملته فطافوا به في البلد ثم جاؤا به إلى باب داره، فلما نزل عن البغل قال له صاحب البغل: أعطني أجرة بغلي فقال وفي أي شيء كنا من الصباح إلى هذا الوقت يا أحمق؟ !

أبو الأسود الدؤلي

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزين بعضهم بعضاً ... ليدفع معور عن معور

فطن لكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بدينه لم يشعر

القاضي المهذب

وترى المجرة والنجوم كأنما ... تسقي الرياض بجدول ملآن

لو لم يكن نهراً لما غاصت به ... أبداً نجوم الحوت والسرطان

لله در من قال

إذا ما المنايا أخطأتك وصادفت ... حميمك فاعلم أنها ستعود

كتب رجل إلى رجل تخلى للعبادة وانقطع عن الناس: بلغني أنك اعتزلت الخلق، وتفرعت للعبادة، فما سببب معاشك؟ فكتب إليه: يا أحمق بلغك أني منقطع إلى الله تعالى سبحانه، وتسألني عن معاشي.

قال بعض العارفين: الوعد حق الخلق على الله تعالى فهو أحق من وفى، والوعيد حقه سبحانه على الخلق فهو أحق من عفا. وقد كانت العرب تفتخر بإيفاء الوعد وخلف الوعيد. قال الشاعر:

وإني إذا أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

<<  <  ج: ص:  >  >>