إن أردت معرفة ارتفاع مخروط ظل الأرض تضع شظية الكوكب على مقنطرة ارتفاعه فالمقنطرة الواقع عليها، نظير درجة الشمس ارتفاع رأس المخروط فإن كان شرقياً أقل من ثمانية عشر لم يغرب الشفق بعداً وأكثر فقد غرب، أو مساوياً فابتداء غروبه وإن كان غريباً أقل فقد طلع الفجر، أو أكثر لم يطلع بعد، أو مساوياً فابتداء طلوعه وإن وقع النظير على خط وسط السماء فنصف الليل.
[من يستجاب دعاؤه]
قال القطب في شرح الشهاب: روى أن دعاء صنفين من الناس مستجاب لا محالة مؤمناً أو كافراً: دعاء المظلوم، ودعاء المضطر، لأن الله تعالى يقول:" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة، فإن قيل: أليس الله تعالى يقول: " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال؟ " فكيف يستجاب دعاؤهم قلنا الآية واردة في دعاء الكفار في النار، وهناك لا ترحم العبرة ولا تجاب الدعوة، والخبر الذي أوردناه يراد به في دار الدنيا، فلا تدافع.
انظر إلى ما تبصره فإنه إنما يظهر لحس البصر إذا كان محفوفاً بالعوارض المادية متجلبباً بالجلابيب الجسمانية، ملازماً لوضع خاص وقدر معين من القرب والبعد المفرطين وهو بعينه يظهر في الحس المشترك خالياً عن تلك العوارض التي كانت شرط ظهوره لذلك الحس، عرياً عن تلك الجلابيب التي كانت بدونها بدونها لا يظهر لذلك المشعر أبداً أنظر إلى ما يظهر في اليقظة من صورة العلم وهو أمر عرضي يدرك العقل أو الوهم، ثم هو بعينه يظهر في النوم بصورة اللبن، فالظاهر في عالم اليقظة وعالم النوم شيء واحد هو علم لكن تجلى في كل عالم بصورة فقد تجد في عالم ما كان في آخر عرضاً.
أنظر إلى السرور التي يظهر في المنام بصورة البكاء وأحدس منه أنه قد يسرك في عالم ما يسوؤك في آخر.
إذا عرفت أن الشيء يظهر في كل عالم بصورة انكشف لك سر ما نطقت به الشريعة المطهرة من تجسد الأعمال في النشأة