حكي أن بعض المطربين غنى في جماعة عند بعض الأمراء الأعاجم، فلما أطربه قال لغلامه: هات قباء لهذا المغني ولم يفهم المغني ما يقول الأمير، فقام إلى بيت الخلاؤ، وفي غيبته جاء المملوك بالقبا، فوجد المغني غائباً وقد حصل في المجلس عربدة وأمر الأمير بإخراج الجميع فقيل للمغني بعد ما أخرج؛ وهو في أثناء الطريق أن الأمير أمر لك بقباء ولم تلحقه فلما كان بعد أيام حضر عند ذلك الأمير وغنى: إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل بضم الباء فأنكروا عليه ذلك؛ فقال في ذلك اليوم لما بلت فأتتني السعادة من الأمير فأوضحوا القضية فأعجبه ذلك وأمر له به.
[من لهم شهرة بين المحدثين]
قال الصفدي: مما له شهرة بين المحدثين غسيل الملائكة وهو حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، خرج يوم أحد فأصيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا صاحبك قد غسلته الملائكة، وقتيل الجن، سعد بن عبادة، وذو الشهادتين هو خزيمة بن ثابت الأنصاري، وهو شهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قضاء دين اليهودي، وذا العينين هو قتادة بن النعمان أصيبت عينيه يوم أحد، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذو اليدين هو عبيد بن عمر الخزاعي كان يعمل بيديه معاً وذو الثدية كان باب الخوارج وكبيرهم، وجد بين القتلى يوم النهر وإن كانت إحدى يديه مخدجة كالثدي وعليها شعيرات، وذو الثفنات كان يقال ذلك لعلي بن الحسين ولعلي بن عبد الله بن عباس، لما على أعضاء السجدات منها من شبه ثفنات البعير؛ وذو السيفين هو أبو الهيثم بن التيهان لتقلده في الحرب بسيفين؛ وذات النطاقين هي أسماء بنت أبي بكر لأنها شقت نطاقها للسفرة ليلة خرج أبوها والنبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة وسيف الله هو خالد بن الوليد ومصافح الملائكة هو عمران بن الحصين؛ وذو العمامة هو أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية كان إذا لبس عمامته لم يلبس قرشي عمامته حتى ينزعها.
اجتمعت بنات حبي المدينة عندها: فقالت للكبرى يا ابنة كيف تحبين أن يأخذك زوجك، فقالت: يا أم أن يقدم زوجي من سفر؛ فيدخل الحمام ثم يأتيه زواره المسلمون عليه؛ فإذا فرغ أغلق الباب وأرخى الستر فحينئذ أتى ما أرومه؛ فقالت: اسكتي ما صنعت شيئاً؛ فقالت للوسطى: فقالت: أن يقدم زوجي من سفر فيضع ثيابه وأتاه جيرانه فلما جاء الليل تطيبت له وتهيأت له ثم أخذني على ذلك فقالت: ما صنعت شيئاً فقالت للصغرى فقالت: أن يقدم زوجي من سفر وكان قد دخل الحمام وأطلى