الصبا التي تأتي من جهة المشرق وهي صورة داعية الروح واستيلاؤها؛ ولهذا قال [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] : " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ".
في عيون الأخبار أن الرضا عليه السلام سئل: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ فقال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.
في كتاب المعيشة: إن أبا عمر الشيباني رأى الصادق عليه السلام وبيده مسحات: وعليه إزار غليظ وهو يعمر في حائط له والعرق يتصبب منه على ظهره، قال: فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك، فقال: إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة.
[(في كشف الغمة)]
إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، وفيه: السعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها:
من كلام بعض العارفين: أخل بنفسك في بيت الفكر وازجرها عما هي عليه، فإن انزجرت، وإلا فاخرج بها على عسكر الموتى أعني القبور، فإن لم ترعو فاضربها بسياط الجوع.
ومن كلامهم: لما انقشع غيم الغفلة عن عيون أهل اليقين، لاح لهم هلال الهدى في جنح اليقظة، فبيتوا نية الصوم عن الهوى.
من كلام لبعض الحكماء: استغناؤك عن الشيء خير من استغنائك به.
أشخص المنصور من الكوفة رجلا سعي به أن عنده من ودائع بني أمية، فقال: أوارث القوم أنت أو وصيهم يا أمير المؤمنين؟ فقال: إنهم خانوا المسلمين وأنا القائم بأمورهم، فقال الرجل: عليك بينة أن هذا من تلك الجنايات، فقد كان لهم مال، فأطرق المنصور، ثم قال: خلوا سبيله، فقال: والله ليس لهم عندي مال، ولكن رأيت الاحتجاج أقرب إلى الخلاص، وهذا الساعي عبد آبق مني، فأشهده المنصور، فاعترف بالرق، فقال الرجل: أما إذا اعترف فهو في حل مما اقترف.
لبان يخلط اللبن بالماء ويبيعه، فجاء سيل فأخذ غنمه فاشتد لذلك جزعه، فرآه بعض العارفين، فقال: اجتمعت تلك القطرات فصارت سيلا.