النعمة، وهذا هو الصحيح وقد أخرجها عوام العلماء باللغة عن أصل وضعها فاستعملوا الأيادي في جمع يد الجارحة، ونجد أكثر الناس يكتب إلى صاحبه المملوك يقبل الأيادي الكريمة وهي لحن، وإنما الثواب الأيدي الكريمة.
قيل لبعض الأعراب وقد أسن، كيف أنت اليوم؟ فقال: ذهب مني الأطيبان: الأكل والنكاح، وبقي الأرطبان: السعال والضراط.
قال الصفدي: ورأيت غير مرة بدمشق سنة سبعمائة وواحد وثلاثين شخاً يعرف بالنظام العجمي وهو يلعب الشطرنج غائباً في مجلس الصاحب شمس الدين وأول ما رأيته لعب مع الشيخ أمين الدين سليمان رئيس الأطباء، فغلبه مستديراً ولم يشعر به حتى ضرب شاه مات بالفيل.
وحكى له عنه، أنه يلعب غائباً على رقعتين، وقدامه رقعة يلعب فيها حاضراً ويغلب في الثلاث، وكان الصاحب يدعه في وسط الدست ويقول له: عدلنا قطعك، وقطع غريمك، فيسردها جميعاً كأنه يراها.
[واضع الشطرنج]
الناس كثير منهم يخلط في الصولي وهو أبو بكر محمد بن يحيى بن صول تكين الكاتب وتزعم أنه واضع الشطرينج، لما ضرب المثل به فيه، والصحيح أن واضعه صصه بن داهر الهندي.
[ما قيل في النرد]
وقال الصفدي: أردشير بن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة، قد وضع النرد ولذلك قيل له: نردشير، وجعله مثالاً للدنيا وأهلها. فرتب الرقعة اثني عشر بيتاً بعدد شهور السنة، والمهارك ثلاثين قطعة بعدد أيام الشهر، والفصوص مثل الأفلاك، ورميها مثل تقبلها ودورانها والنقط فيها بعدد الكواكب السيارة كل وجهين منها سبعة: الشش ويقابله اليك، والبنج ويقالبه الدو، والجهار، ويقابله السه، وجعل ما يأتي به اللاعب من لنقفوش كالقضاء والقدر تارة له وتارة عليه، وهو يصرف المهارك على ما جاءت به النقوش لكنه إذا كان عنده حسن نظر كيف يتأتى وكيف يتحيل على الغلبة قهر خصمه مع الوقوف عندما حكمت به الفصوص؛ وهذا مذهب الأشاعرة.
لجميل
أريد لا نسي ذكرها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل سبيل