صموت اللسان بعيد السماع ... فسري مكتتم والجهار
وضاق العناق فصار الرداء ... لها ملبساً ولباسي الخمار
وما لفنا كالنفاف الغصون ... جميعاً هنالك إلا الأزار
وطاب لنا بعد طول البعاد ... ذاك الحديث وذاك الحوار
شربت بريقتها خمرة ... ولكنها خمرة لا تدار
كان الظلام بأشراق ما ... أنالت وأعطته منها نهار
وأثر في جيدها ساعدي ... وأثر في جانبي السوار
فلو صبت الكأس ما بيننا ... لما خرجت من يديها العقار
وناب مناب ليال طوال ... تقصر هذي الليالي القصار
ثم قال وأنا الآن أنبه على معاني أبياتي وما شابه، منها ما تقدم، وما زاد عليه وتجاوزه ثم أنه أطنب الكلام في ذلك، وأخذ في ذكر محاسن أبياته، وبيان ما لاحظ فيها من النكات بياناً طويلاً؛ قريباً من خمسين سطراً، وبه انتهت الرسالة، وهي منقولة من خط س.
[حكم]
مقاربة الناس في أخلاقهم لمن من غوائلهم.
من طلب شيئاً ناله أو بعضه.
زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس.
ذكروا أن من التجنيس التام قوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون، ما لبثوا غير ساعة} ابن أبي الحديد في كتابه المسمى بالفلك الدائر على المثل السائر " ينازع في هذا المعنى، ويقول: إن المعنى واحد فإن يوم القيامة وإن طال فهو عند الله تعالى كالساعة الواحدة عند أحدنا، وحينئذ فإطلاق الساعة عليه مجاز، فهو كقولنا رأيت أسداً أو زيد أسد، وأردنا بالأول الحيوان المفترس، وبالثاني الرجل الشجاع معرفة عرض البلد: خذ غاية ارتفاع الشمس متى شئت، وأنقص منه مليها إن كان شمالياً، أو زده عليه إن كان جنوبياً، فما بقي أو حصل فهو تمام العرض، فأنقصه من ص يبقى العرض.
طريق آخر أسقط غاية انحطاطه كوكب أبدى الظهور من غاية ارتفاعه، وزد نصف الباقي على غاية الإنحطاط وأنقصه من غاية الإرتفاع، فما حصل أو بقي فهو عرض البلد.
طريق آخر سهل وهو أن تجمع الغايتين المذكورتين وتنصف المجموع فنصفه عرض البلد