للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تطلبن بآلة لك رتبة ... قلم البليغ بغير جد مغزل

سكن السما كان السماء كلاهما ... هذا له رمح وهذا أعزل

آخر

وإني لأرجو الله حتى كأنني ... أرى بجميل الظن ما الله صانع كان سقراط الحيكم: قليل الأكل، خشن اللباس، فكتب إليه بعض بعض الفلاسفة: أنت تحسب أن الرحمة لكل ذي روح واجبة، وأنتت ذو فلا ترحمها بترك قلى الأكل وخشن اللباس؟ فكتب في جوابه: عاتبتني على لبس الخشن، وقد بعشق الإنسان القبيحة، ويترك الحسناء، وعاتبتني على قلة الأكل، وإنما أريد أن أكل لأعيش، وأنت تريد أن تعيش لتأكل والسلام. فكتب إليه الفيلسوف: قد عرفت السبب في قلة الأكل، فما السبب في قلة الكلام؟ وإذا كنت تبخل على نفسك بالمأكل، فلم تبخل على الناس بالكلام؟ فكتب في جوابه: ما احتجت إلى مفارقته وتركه للناس فليس لك، والشغل بما ليس لك عبث، وقد خلق الحق سبحانه لك أذنين ولسانا ضعف ما تقول، لا لتقول أكثر مما تسمع والسلام. لبعضهم:

(إلى الله أشكو أن في النفس حاجة ... بمر بها الأيام وهي كما تريد)

روى شيخ الطائفة: في التهذيب في أوائل كتاب المكاسب بطريق حسن أو صحيح، عن الحسن بن محبوب، عن حريز قال: سمعت أبا عبد الله رضي الله عنه وأرضاه يقول: اتقوا الله وموتوا أنفسكم بالورع، وقوة الثقة، والاستغناء بالله عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان، واعلم أن من خضع لصاحب سلطان أو لمن يخالفه على دينه طالبا لما في يديه من دنباه أخمله الله ومقته ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إليه منه شيء نزع الله منه البركة ولم يؤجره على شيء من دنياه ينفعه في حج ولا عتق ولا بر. أقول: قد صدق رضي الله عنه، فإنا قد جربنا ذلك وجربه المجربون قبلناه، واتفقت الكلمة منا ومنهم على عدم البركة في تلك الأموال، وسرعة نفاذها، واضمحلالها، وهو أمر ظاهر محسوس يعرفه كل من حصل شيئا من تلك الأموال الملعونة. نسأل الله أن يرزقنا رزقا حلالا طيبا يكفينا ويكف أكفنا على مدها إلى هؤلاء وأمثالهم إنه سميع الدعاء، لطيف لما يشاء. انتهى. من كلام النبي في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: كن على عمرك

<<  <  ج: ص:  >  >>