للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحبك ألقى النار بين جوانحي ... بقدح وداد لا بقدح زناد

خليلي كفا عني العذل واعلما ... بأن غرامي آخذ بقيادي

ولذة ذكرى للعقيق وأهله ... كلذة برد الماء في فم صادي

طربنا بتعريض العذول بذكركم ... فنحن بواد والعذول بواد

مما أنشده العلامة على الإطلاق مولانا قطب الدين شيرازي:

خير الورى بعد النبي ص ... من بنته في بيته

من في دجى ليل العمى ... ضوء الهدى في زيته

قال المحقق الدواني في بحث التوحيد من إثبات الواجب الجديد أقول: لأن هذا المطلب أدق المطالب الإلهية وأحقها بأن يصرف فيه الطالب وكده وكده، ولم أر في كلام السابقين ما يصفو عن شوب ريب، ولا في كلام اللاحقين ما يخلو عن وصمة عيب، فلا بأس على أن أشبع فيه الكلام حسبما يبلغ إليه فهي وإن كنت موقناً بأنه سيصير عرضة لملام اللئام.

بيت

إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضباناً علي لئامها

وأقدم على ذلك مقدمة

هي أن الحقايق لا يقتنص من قبيل الإطلاقات العرفية، وقد يطلق في العرف على معنى من المعاني لفظ توهم ما لا يساعده البرهان، بل يحكم بخلافه، ونظير ذلك كثير منه: إن لفظ العلم إنما يطلق في اللغة على ما يعبر عنه: بدانستن ودانش ومراد فإنهما مما يوهم أنه من قبيل النسب، ثم البحث المحقق والنظر الحكمي يقضي بأن حقيقته هو الصورة المجردة، وربما يكون جوهراً كما في العلم بالجوهر بل ربما لا يكون قائماً بالعالم بل قائماً بذاته كما في علم النفس وساير المجردات بذواتها، بل ربما يكون عين العالم كعلم الواجب تعالى بذاته، ومنه أن الفصول الجوهرية يعبر عنها بألفاظ توهم أنها إضافات عارضة لتلك الجواهر، كما يعبر عن فصل الإنسان بالناطق والمدرك للكليات وعن فصل الحيوان بالحساس والمتحرك بالإرادة، والتحقيق أنها ليست من النسب والإضافات في شيء بل هي الجواهر، فإن جزء الجوهر لا يكون إلا جوهراً كما تقرر عندهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>