للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ربوع فضل يضاهي التبر تربتها ... ودار أنس يحاكي الدر حصباها

عدا على جيرة حلوا بساحتها ... صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها

بدور تم غمام الموت جللها ... شموس فضل سحاب الترب غشاها

فالمجد يبكي عليها جازعا أسفا ... والدين يندبها والفضل ينعاها

يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت ... ما كان أقصرها عمرا وأحلاها

أوقات أنس قضيناها فما ذكرت ... إلا وقطع فلب الصب ذكراها

ياسادة هجروا واستوطنوا هجرا ... واها لقلب المعنى بعدكم واها

رعيا لليلات وصل بالحمى سلفت ... سقيا لأيامنا بالخيف سقياها

لعقدكم شق جيب المجد وانصدعت ... أركانه وبكم ما كان أفواها

وحر من شامخات العلم أرفعها ... وانهد من باذخها الحلم أرساها

يا ثاويا بالمصلى من قرى هجر ... كسيت من حلل الرضوان أرضاها

أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت ... ثلاثة كن أمثالا وأشباها

ثلاثة أنت أسداها وأغرزها ... جودا وأعذبها طمعا وأحلاها

حويت من درر الحلياء ما حويا ... لكن درك أعلاها وأغلاها

يا أخمصا وطئت هامن السهمى شرفا ... شقاك من ديم الوسمى أسماها

ويا ضريحا علا فوق السماك علا ... عليك من ثصلوات الله أزكاها

بك أنطوى من شموس الفضل آخرها ... ومن معالم دين الله أسناها

ومن شوامخ أطواد الفتوة أرساها ... وأرفعها قدرا وأنهاها

فاسحب على الفلك العلوي دبل علا ... فقد حويت من العلياء أعلاها

عليك مني سلام الله ما صدحت ... على غصون أراك الدوح ورقاها

تولى ابن البراج قضاء طرابلس عشرين سنة أو ثلاثين. وكان للشيخ أبي جعفر الطوسي أيام قرائته على السيد المرتضى كل شهر إثني عشر ديناراً، ولابن البراج كل شهر ثمانية دنانير، وكان السيد المرتضى يجري على تلامذته، وكان قدس الله روحه يدرس في

<<  <  ج: ص:  >  >>