ابن المعتز
قد يبعد الشيء من شيء يشابهه ... إن السماء نظير الماء في اللون
آخر
أمسيت أحسد أترجاً وأحسبه ... في صفرة اللون من بعض المساكين
عجبت منه فما أدري أصفرته ... من فرقة الغصن أو من خوف سكين؟
ثقلت زجاجات أتتنا فرغاً ... حتى إذا ملئت بصرف الراح
خفت فكادت أن تطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح
حكي أن بعض الأرقاء، كان عند مالك يأكل الخاص ويطعمه الخشكار. فاستنكف الرقيق من ذلك وطلب البيع فباعه فاشتراه من يأكل الخشكار ويطعمه النخالة، فطلب البيع فاشتراه من يأكل النخالة ولا يطعمه شيئاً. فطلب البيع فباعه فشراه من لا يأكل شيئاً وحلق رأسه وكان في الليل يجلسه، ويضع السراج على رأسه بدلاً من المنارة فأقام عنده ولم يطلب البيع.
فقال له النحاس لأي شيء رضيت بهذه الحالة عند هذا المالك؟ قال: أخاف من أن يشتريني في هذه المرة من يضع الفتيلة في عيني عوضاً من السراج.
قد ينقسم التشبيه باعتبار الطرفين، أي المشبه والمشبه به إلى أربعة أقسام، ملفوف وهو أن يؤتى على طريق العطف أو غيره بالمشبهات أولاً ثم بالمشبه بها كقول امرء القيس شعر:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
ومفروق: وهو أن يؤتى بمشبه ومشبه به ثم بآخر وآخر كقول المرقش يصف النساء شعر: النشر مسك والوجوه دنانير ... وأطراف الأكف عنم
والتسوية وهو أن يتعدد المشبه دون الثاني كقول شاعر شعر.
صدغ الحبيب وحالي ... كلاهما كالليالي
وثغره في صفاء ... وأدمعي كاللئالي
والجمع وهو أن يتعدد المشبه به دون الأول كقول البحتري
بات نديماً لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
كأنها يبسم عن لؤلؤ ... منضد أو برد أو أقاح
والتشبيه في البيت الثاني. وشبه الحريري ثغر المحبوب في بيت واحد بخمسة أشياء فقال: