رأت الضبع ظبية على حمار، فقالت: أردفيني على حمارك، فأردفتها، فقالت: ما أفره ارفه حمارك ثم سارت يسيراًن فقال: ما أفره حمارنا، فقالت الظبية: إنزلي قبل أن تقولي: ما أفره حماري، وما رأيت أطمع منك.
حكي أن بعض الفقراء أتى إلى خياط ليخيط به فتقاً كان في قميصه، فوقف المسكين متوقعاً ينتظر فراغه، فلما فرغ طواه، وجعله تحته وأطال في ذلك فقال أجير عنده: ما تدفعه إليه؟ قال: اسكت لعله ينساه ويروح.
لبشار بن برد
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهوى فقلت لهم ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
قال علي رضي الله عنه: سرك أسيرك؛ فإن تكلمت به صرت أسيره، ونظم هذا بقوله رضي الله عنه شعراً:
صن السر عن كل مستخبر ... وحاذر فما الحزم إلا الحذر
أسيرك سرك إن صنته ... وأنت أسير له إن ظهر
مدح رجل هشام بن عبد الملك، فقال: يا هذا إنه قد نهي عن مدح الرجل في وجهه فقال: ما مدحتك ولكن ذكرتك نعم الله عليك لتجد ذلك شكراً. فقال هشام: هذا أحسن من المدح، فوصله وأكرمه.
لبعضهم
ما سمت العجم المهمان مهماناً ... إلا لإكرام ضيف كا من كانا
فالمه سيدهم والمان منزلهم ... والضيف سيدهم ما لازم المانا
قال محمد بن سليمان الطفاوي: حدثني أبي عن جدي، قال: شهدت الحسن البصري في جنازة النوار امرأة الفرزدق، وكان الفرزدق حاضراًن فقال له الحسن وهو عند القبر: ما أعدت يا أبا فراس لهذا المضجع؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة فقال له الحسن: هذا العمود فأين الطنب؟ فقال الفرزدق في الحال شعراً:
أخاف وراء القبر إن لم يعافني ... أشد من الموت التهاباً وأضيقا
إذا جاء في يوم القيامة قائد ... عنيف وسواق يسوقا الفرزدقا
لقد خاب من أولاد دارم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا
يقاد إلى نار الجحيم مسربلاً ... سرابيل قطران لباساً محرقا
لبعضهم