جعلني فرعون، ثم قال له الرشيد هذا مهر والدتي ألف دينار وأريد أن تقبلها مني، فقال لا جزاك الله إلا جزاءها ردها على من أخذتها منه فقام الرشيد وخرج. ذكر في عيون الأخبار أن مما أنشده علي بن موسى الرضا رضي الله عنه للمأمون هذه الأبيات:
إذا كان دوني من بليت بجهله ... أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلي من النهى ... أخذت بحلمي كي أجل عن المثل
إن كنت أدنى منه في الفضل والحجى ... عرفت له حق التقدم والفضل
آخر
ولست كمن أخنى عليه زمانه ... فبات على أخدانه يتعتب
تلذ له الشكوى وإن لم نجد بها ... صلاحاً كما يلتذ بالحك أجرب
من كتاب أدب الكتاب: الطرب خفة تصيب الرجل لشدة السرور؛ أو شدة الجزع وليس في الفرح فقط كما يظنه العامة.
قال النابغة
وأراني طرباً في إثرهم ... طرب الواله أو كالمختبل
قال المحقق الطوسي في شرح الإشارات: أنكر الفاضل الشارح جواز كون الجسم الواحد متحركاً بحركتين مختلفتين، قال لأن الإنتقال إلى جهة يستلزمه الحصول في تلك الجهة، فلو انتقل إلى جهتين لزم حصوله دفعة في جهتين سواء كان الإنتقال بالذات أو بالعرض أو بهما، ثم قال: لا يقال إنا نرى الرحى تتحرك إلى جهة والنملة عليه كذا إلى خلافها لأنا نقول، لا يجوز أن يكون للنملة وقفة حال حركة الرحى؟ وللرحى وقفة حال حركة النملة؟ وهذا وإن كان مستبعداً لكن الإستبعاد عندهم لا يعارض البرهان.
والجواب إن الجسم لا يتحرك حركتين إلى جهتين من حيث هما حركتان بل يتحرك حركة واحدة يتركب منهما، فإن الحركات إذا تركبت وكانت إلى جهة واحدة أحدثت حركة