للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فألزمهم باب رضوانه ... وعن سائر الخلق أغناهم

ان بعض العارفين يقول: إني أ ‘ لم أن ما أعمله من الطاعات غير مقبول عند الله تعالى، فقيل كيف ذلك؟ فقال إني أعلم ما يحتاج إليه بالفعل حتى يكون مقبولا، وأ ‘ لم أني لست أقوم بذلك، فعلمت أن أ ‘ مالي غير مقبولة

البدر الذهبي:

ما أبصرت مقلتي عجيباً ... كاللوز لما بدا نواره

إشتعل الرأس منه شيباً ... وابيض من بعد ذا عذاره

قال الكاتب قد حام حول هذا المعنى بعض شعراء العجم فقال شعراً.

قال بعض العارفين: إن آكل الحرام والشبهة مطرود عن الباب بغير شبهة، ألا ترى أن الجنب ممنوع عن دخول بيته، والمحدث محرم عليه مس كتابه، مع أن الجنابة والحدث أثران مباحان، فكيف بمن هو منغمس في قذر الحرام، وخبث الشبهات، لا جرم أنه أيضاً مطرود عن ساحة القرب، غير مأذون له في دخول الحرم.

لما مات الرشيد دخل الشعراء على الأمين ليهنؤونه بالخلافة، ويعزونه بالرشيد، وأول من فتح لهم هذا الباب أعني الجمع بين التهنأة والتعزية أبو نواس، فإنه دخل على الأمين أنشده:

جرت جوار بالسعد والنحس ... فالناس في وحشة وفي أنس

والعين تبكي والسن ضاحكة ... فنحن في مأتم وفي عرس

يضحكها القائم الأمين ويبكيها ... وفاة الرشيد بالأمس

من لطيف حسن التعليل في خال تحت الحنك، ما حكاه ابن رشيق: قال: كنت أجالس محمد بن حبيب وكان كثيراً ما يجالسنا غلام ذو خال تحت حنكه، فنظر إلى ابن حبيب يوماً وأشار إلى الخال ففهمت أنه يصنع فيه شيئاً فصنعت أنا بيتين فلما رفع رأسه قال لي اسمع وأنشدني:

يقولون لم من تحت صفحة خده ... تنزل خال كان منزله الخد

فقلت رأى حسن الجمال فهابه ... فحط خضوعاً مثل ما يخضع العبد

فقلت له أحسنت ولكن اسمع شعراً:

حبذا الخال كائناً منه بين الخد ... والجيد رغبة وحذارا

رام تقبيله اختلاساً ولكن ... خاف من سيف لحظه فتوارى

<<  <  ج: ص:  >  >>