للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ الأعمى يستوي عنده الليل والنهار، ومن انشق رأسه فقد انشقت السماء في حقه إذ من لا رأس له لا سماء له.

ونسبة القيامة الصغرى إلى القيامة الكبرى كنسبة الولادة الصغرى. وهي الخروج من الصلب والترائب إلى فضاء الرحم؛ إلى الولادة الكبرى وهي الخروج من الرحم إلى فضاء الدنيا، ونسبة سعة عالم الآخرة الذي يقدم عليه العبد بالموت إلى فضاء الدنيا كنسبة فضاء الدنيا إلى الرحم بل أوسع وأعظم لا يحصى.

علي بن الجهم يمدح المتوكل:

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدن جمراً على جمر

سلمن وأسلمن القلوب كأنما ... تشك بأطراف المثقفة السمر

خليلي ما أحلى الهوى وأمره ... وأعرفني بالحلو منه وبالمر

كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً ... لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر

بما بيننا من حرمة هل علمتما ... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر

وأفضح من عين المحب لسره ... ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري

وما أنس بالأشياء لا أنس قولها ... لجارتها ما أولع الحب بالحر

فقالت لها الأخرى فما لصديقنا ... معنى وهل في قتله لك من عذر؟

فقالت أذود الناس عنه وقلما ... يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر

وأيقنتا أني سمعت فقالتا ... من الطارق المصغي إلينا وما تدري

فقلت فتى إن شئتما كنتم الهوى ... وإلا فخلاع الأعنة والعذر

على أنه يشكو ظلوماً وبخلها ... عليه بتسليم البشاشة والبشر

فقالت هجيئاً قلت قد كان بعض ما ... ذكرت لعل الشر يدفع بالشر

فقالت كأني بالقوافي سوائراً ... يردن بنا مصراً ويصدرن عن مصر

فقلت أسأت الظن بي لست شاعراً ... وإن كان أحياناً يجيش به صدري

صلي واسألي من شئت يخبرك أنني ... على كل حال نعم مستودع السر

وما أنا ممن سار بالشعر ذكره ... ولكن أشعاري يسير بها ذكري

<<  <  ج: ص:  >  >>