قال نحن على دين كسرى. فلما بلغ ذلك المهدي منعه من الدخول عليهن بعد ذلك انتهى.
قال المنتصر: لذة العفو أطيب من لذة التشفي، وذلك أن لذة العفو يلحقها حمد العاقبة ولذة التشفي يلحقها ذم الندم.
حج أعرابي كان لا يستغفر والناس يستغفرون، فقيل له في ذلك، فقال: كما ان تركي الاستغفار مع ما أعلم من عفو الله ورحمته ضعف، كذلك استغفاري مع ما أعلم من إصراري لوم.
سمع بعض العارفين، ضجة الناس بالدعا في الموقف، فقال لقد هممت أن أحلف أن الله قد غفر لهم ثم ذكرت أني فيهم فكففت.
حكى عروة بن عبد الله قال: كان عروة بن اذنيه نازلا في داري بالعقيق فسمعته ينشد لنفسه هذه الأبيات:
(إن التي زعمت فؤادمك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها)
(فيك التي زعمت بها وكلاهما ... ابدي لصاحبه الصبابة واجلها)
(بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها)
(وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها)
(لما عرضت مسلما لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو حلها)
(منعت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها)
(قدنا وقال لعلها معذورة ... من بعض رقبتها فقلت لعلها)
قال فاتاني أبو السائب المخزومي، فقلت له بعد الترحيب: ألك حاجة؟ فقال نعم، أبيات لعروة بلغني أنك تحفظها، فأنشدته الأبيات، فلما بلغت قوله " فدنا " قام وطرب وقال: هذا والله صادق العهد، وإني لأرجو أن يغفر الله له الحسن الظن بها، وطلب العذر لها، فقال: فعرضت عليه الطعام فقال: لا والله ما كنت لأخلط بهذه الأبيات شيئا ثم خرج. انتهى.
خلا أعرابي بامرأة، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة قام عنها مسرعا، فقالت ولم؟ فقال: إن امرا باع جنة عرضها السموات والأرض بمقدار إصبع من بين فخذين لقليل العلم بالمساحة.