للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهية، والفضيلة المشتركة بين الأصناف الأربعة هي التعاون على ما يصلح به المعاش والمعاد.

قال بعض الأكابر: الصلاة معراج العارفين، ووسيلة المذنبين، وبستان الزاهدين. ومن ثم ورد في الحديث أنها عمود الدين، وذكرت في اثنين ومائة موضع من القرآن العزيز المبين.

من كلام أمير المؤمنين عليه السلام: ما من غريم أحسن تقاضيا من جوع، مهما دفعت إليه قبل.

أصيبت السمراء بنت قيس بابنين لها، فعزاها النبي [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] بهما، فقالت: كل مصيبة بعدك جلل، والله لهذا النقع الذي على وجهك أشد من مصابي بهما يا رسول الله. الجلل: العظيم، والهين، فهو من الأضداد. والنقع: غبار الحرب، وهو العثير، ولا تفتح فيه العين.

عربد غلام قوم فشكوه إلى الوالي، وقد أفاق، فأراد أن يناله بمكروه، فقال: أيها الأمير، إني أسأت وليس معي عقلي، وتسيء إلي ومعك عقلك!

لابن الفارض:

(زدني بفرط الحب فيك تحيرا ... وارحم حشى بلظى هواك تسعرا)

(وإذا سألتك أن أراك حقيقة ... فاسمع ولا تجعل جوابي لن ترى)

(يا قلب أنت وعدتني في حبه ... صبرا فحاذر أن تضيق وتضجرا)

(إن الغرام هو الحياة فعش به ... صبا فحقك أن تموت وتعذرا)

(ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا ... سر أرق من النسيم إذا سرى)

(وأباح طرفي نظرة أملتها ... فغدوت معروفا وكنت منكرا)

(لو أن كل الحسن يكمل صورة ... ورآه كان مهللا ومكبرا)

في الكشاف: عند قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما، بعوضة فوقها} : وربما رأيت في تضاعيف الكتب العتيقة دويبة لا يكاد يحليها للبصر إلا تحركها، فإذا سكنت فالسكون يواريها، ثم إذا لوحت لها بيدك حادت عنها، وتجنبت مضرتها. فسبحان من يدرك صورة تلك البعوضة وأعضاءها الظاهرة والباطنة، وتفاصيل خلقها، ويبصر بصرها، ويطلع على ضميرها. ولعل في خلقه ما هو أصغر منها وأصغر.

<<  <  ج: ص:  >  >>