استقر رأي المحققين من المتكلمين، كالإمام الرازي، والغزالي، والمحقق الطوسي، وغيرهم من الأعلام، وهو الذي أشارت إليه الكتب السماوية، وانطوت عليه أنباء النبوة، وقادت إليه الإيماءات الحسية والمكاشفات الذوقية.
قال الرشيد للفضيل: ما أزهدك! قال أنت أزهد مني يا أمير المؤمنين، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأني زهدت في الفاني وزهدت أنت في الباقي.
قال بعض العرب: إن من كمال اليقظة إظهار الغفلة مع تمام الحذرة.
لبعضهم:
(إن يكن نالك الزمان يبلوي ... عظمت عندها الأمور وجلت)
(وأتت بعدها مصائب أخرى ... سئمت عندها النفوس وملت)
(فاصطبر وانتظر بلوغ مداها ... فالرزايا إذا توالت تولت)
لبعضهم:
(ووالله ما أدري أيغلبني الهوى ... إذا جد جد البين أم أنا غالبه)
(فإن أستطع أغلب وإن غلب الهوى ... فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه)
سمع الأصمعي بعض الأعراب ينشد:
(أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف شر ما يأتي به القدر)
(وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر)
فقال: كأنه مأخوذ من قوله تعالى: {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} .
قال الراغب:
سمى الطريق صراطا على توهم أنه يبتلع سالكه، أو يبلعه سالكه، كما يقال: أكلته المفازة، إذا أضمرته وأهلكته، وأكل المفازة إذا قطعها، ولذلك يسمى لقما - بفتحتين - لأنه يلتقمهم، أو يلتقمونه.
عن ابن مسعود أنه قال: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طف فقد سمعتم ما قال الله تعالى في المطففين.