للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَطَرِ الصَّيْفِ يُسْلِح الماشيةَ، وَاحِدَتُهُ إِسْلِيحة؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: منابتُ الإِسْلِيح الرَّمْلُ، وَهَمْزَةُ إِسْلِيح مُلْحِقة لَهُ بِبِنَاءِ قِطْمِير بِدَلِيلِ مَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الْيَاءِ مَعَهَا، هَذَا مَذْهَبُ أَبي عَلَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلته يَوْمًا عَنْ تِجْفافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بِبَابِ قِرْطاس، فَقَالَ: نَعَمْ، وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِمَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الأَلف مَعَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا جَاءَ عَنْهُمْ مِنَ بَابِ أُمْلود وأُظْفور ملحقاً بعُسْلوج ودُمْلُوح، وأَن يَكُونَ إِطْريح وإِسْليح مُلْحَقًا بِبَابِ شِنْظير وخِنْزير، قَالَ: ويَبْعُد هَذَا عِنْدِي لأَنه يَلْزَمُ مِنْهُ أَن يكون بابُ إِعصار وإِنسام مُلْحَقًا ببابِ حِدْبار وهِلْقام، وبابْ إِفعال لَا يَكُونُ مُلْحَقًا، أَلا تُرَى أَنه فِي الأَصل لِلْمَصْدَرِ نَحْوَ إِكرام وإِنعام؟ وَهَذَا مَصْدَرُ فِعْلٍ غَيْرُ مُلْحَقٍ فَيَجِبُ أَن يَكُونَ الْمَصْدَرُ فِي ذَلِكَ عَلَى سَمْتِ فِعْلِهِ غَيْرَ مُخَالِفٍ لَهُ، قَالَ: وكأَنّ هَذَا وَنَحْوَهُ إِنما لَا يَكُونُ مُلْحَقًا مِنْ قِبَل أَن مَا زِيدَ عَلَى الزِّيَادَةِ الأُولى فِي أَوله إِنما هُوَ حَرْفُ لِينٍ، وَحَرْفُ اللِّينِ لَا يَكُونُ للإِلحاق، إِنما جيءَ بِهِ بِمَعْنًى، وَهُوَ امْتِدَادُ الصَّوْتِ بِهِ، وَهَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ حَدِيثِ الإِلحاق، أَلا تَرَى أَنك إِنما تُقَابِلُ بالمُلْحَق الأَصلَ، وَبَابُ الْمَدِّ إِنما هُوَ الزِّيَادَةُ أَبداً؟ فالأَمران عَلَى مَا تَرَى فِي الْبُعْدِ غَايَتَانِ. والمَسْلَح: مَنْزِلٌ عَلَى أَربع مَنَازِلَ مِنْ مَكَّةَ. والمَسالح: مَوَاضِعُ، وَهِيَ غَيْرُ المَسالح الْمُتَقَدِّمَةِ الذِّكْرِ. والسَّيْلَحُون: مَوْضِعٌ، مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الإِعراب فِي النُّونِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيهَا مَجْرَى مُسْلِمِينَ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ سالِحُون. اللَّيْثُ: سَيْلَحِين مَوْضِعٌ، يُقَالُ: هَذِهِ سَيْلَحُون وَهَذِهِ سيلحينُ، وَمِثْلُهُ صَرِيفُون وصَريفينُ؛ قَالَ: وأَكثر مَا يُقَالُ هَذِهِ سَيْلَحونَ ورأَيت سَيلحين، وَكَذَلِكَ هَذِهِ قِنَّسْرُونَ ورأَيت قِنَّسْرين. ومُسَلحة: مَوْضِعٌ: قَالَ:

لَهُمْ يومُ الكُلابِ، ويومُ قَيْسٍ ... أَراقَ عَلَى مُسَلَّحةَ المَزادا «٢»

وسَلِيحٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ. وسَلاحِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

حَتَّى تَكُونَ أَبعدَ مَسالِحهم سَلاح.

والسُّلَحُ: وَلَدُ الحَجَلِ مِثْلُ السُّلَك والسُّلَف، وَالْجَمْعُ سِلْحان؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِجُؤَيَّةَ:

وتَتْبَعُه غُبْرٌ إِذا مَا عَدا عَدَوْا، ... كسِلْحانِ حَجْلى قُمْنَ حِينَ يَقومُ

وَفِي التَّهْذِيبِ: السُّلَحَة والسُّلَكَةُ فرخُ الحَجَل وَجَمْعُهُ سِلْحان وسِلْكان. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السِّماك الرامِحَ: ذَا السِّلاح، والآخرَ الأَعْزَلَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّلَحُ مَاءُ السَّمَاءِ فِي الغُدْران وَحَيْثُمَا كَانَ؛ يُقَالُ: مَاءُ العِدّ وَمَاءُ السَّلَح؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِمَاءِ السَّمَاءِ مَاءُ الكَرَع ولم أَسمع السلَح.

سلطح: الاسْلِنْطاحُ: الطُّول والعَرْضُ؛ يُقَالُ: قَدِ اسْلَنْطَح؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، وَلَمْ ... تَعْطِفْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ

قَالَ الأَزهري: الأَصل السَّلاطح، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَجَارِيَةٌ سَلْطَحة: عَرِيضَةٌ، والسُّلاطِحُ: الْعَرِيضُ؛ وأَنشد:

سُلاطِحٌ يُناطِحُ الأَباطِحا

والسَّلَنْطَحُ: الفَضاء الْوَاسِعُ، وَسَيُذْكَرُ فِي الصاد.


(٢). قوله [أَراق عَلَى مُسَلَّحَةَ الْمَزَادَا] في ياقوت: [أَقام على مسلحة المزارا].

<<  <  ج: ص:  >  >>