للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَرَمَ بِمَعْنَى كَسَب، وَقِيلَ: بِمَعْنَى وَجَبَ وحَقَّ وَلَا رَدٌّ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْكَلَامِ ثُمَّ يبتدأُ بِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ

؛ أَيْ لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثُمَّ ابتدأَ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُمُ النَّارُ. والجَرْمُ: الحَرُّ، فَارِسِيٌّ معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حَارَّةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دَفِيئةٌ، وَالْجَمْعُ جُرُومٌ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. اللَّيْثُ: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يُقَالُ: هَذِهِ أَرض جَرْمٌ وَهَذِهِ أَرض صَرْدٌ، وَهُمَا دخِيلان «١». فِي الحرِّ وَالْبَرْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجُروُمُ مِنَ الْبِلَادِ خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ مِنْ زوارقِ اليَمَن، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُرُومٌ. والمُدّ يُدْعَى بِالْحِجَازِ: جَرِيماً. يُقَالُ: أَعطيته كَذَا وَكَذَا جَرِيماً مِنَ الطَّعَامِ. وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ فِي قُضاعة وَهُوَ جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، وَالْآخَرُ فِي طيِء. وَبَنُو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ فِي بَنِي ضَبَّة، وَالْآخَرُ فِي بَنِي سَعْدٍ. اللَّيْثُ: جَرْمٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ:

إِذَا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ ... إِلَى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها «٢»

. عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وَقَدْ يُثَقَّلُ، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ قبيلة.

جرثم: الجُرْثُومة: الأَصل؛ وجُرْثُومة كُلِّ شَيْءٍ أَصلُه ومُجْتَمَعُه، وَقِيلَ: الجُرْثُومة مَا اجْتَمَعَ مِنَ التُّرَابِ فِي أُصول الشَّجَرِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وجُرثومة النَّمْلِ: قَرْيته. اللَّيْثُ: الجُرْثومة أَصْلُ شَجَرَةٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا التُّرَابُ. والجُرْثُومة: التُّرَابُ الَّذِي تَسْفيه الريحُ، وَهِيَ أَيْضًا مَا يَجْمَعُ النَّمْلُ مِنَ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ: لَمَّا أَراد أَنْ يَهْدِمَ الْكَعْبَةَ وَيَبْنِيَهَا كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ جَراثيمُ

أَيْ كَانَ فِيهَا أَمَاكِنُ مُرْتَفِعَةٌ عَنِ الأَرض مُجْتَمِعَةٌ مِنْ تُرَابٍ أَوْ طِينٍ؛ أَراد أَن أَرض الْمَسْجِدِ لَمْ تَكُنْ مُسْتَوِيَةً. والاجْرِنْثامُ: الاجتماعُ واللزومُ لِلْمَوْضِعِ. واجْرَنْثَمَ القومُ إِذَا اجْتَمَعُوا وَلَزِمُوا مَوْضِعًا. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ: وعادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِماً

أَيْ مُجْتَمِعًا مُتَقَبضاً، والنِّقادُ صِغَارُ الْغَنَمِ، وَإِنَّمَا اجْتَمَعَتْ مِنَ الجَدْب لأَنها لَمْ تَجِدْ مَرْعىً تَنْتَشِرُ فِيهِ، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ مُجْرَنْثِمةً لأَن لَفْظَ النِّقادِ لَفْظُ الِاسْمِ الْوَاحِدِ كالحِذَارِ والخِمارِ، وَيُرْوَى مُتَجَرْثِماً، وَهُوَ مُتَفَعْلِلٌ مِنْهُ، وَالنُّونُ وَالتَّاءُ فِيهِمَا زَائِدَتَانِ، وَقَدِ اجْرَنْثَمَ وتَجَرْثَم؛ قَالَ نُصَيْبٌ:

يَعلُّ بَنِيهِ المَحْض مِنْ بَكَراتِها، ... وَلَمْ يُحْتلَبْ زِمْزيرُها المُتَجَرْثِمُ

وتَجَرْثَم الرجلُ: اجْتَمَعَ. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ:

الأَسْدُ جُرْثُومةُ العربِ فَمَنْ أَضَلَّ نَسَبه فليأْتهم

؛ هُمْ، بِسُكُونِ السِّينِ، الأَزْدُ فأَبدلوا الزَّايَ سِينًا، وتَجَرْثَمَ الشيءُ واجْرَنْثَم إِذَا اجْتَمَعَ؛ قَالَ خُلَيْدٌ اليَشْكُريُّ:

وكَعْثَباً مُرَكَّناً مُجْرَنْثِما

وَفِي الْحَدِيثِ:

تَمِيم بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها

؛ الجُرثُمة هِيَ الجُرْثُومة، وَجَمْعُهَا جَرَاثِيمُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: مَن سَرَّه أَنْ يَتَقَحَّمَ جَراثِيمَ جَهَنَّمَ فلْيَقْضِ فِي الجَدِّ.

والجُرْثُومة: الغَلْصَمَةُ. واجْرَنْثَم الرجلُ وتَجَرْثَمَ إِذَا سَقَطَ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ.


(١). ١ قوله [وهما دخيلان إلخ] عبارة التهذيب: دخيلان مستعملان
(٢). ٢ قوله [إذا ما إلخ] تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>