للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَوْلَا الحَياءُ، وأَنّ رأْسِيَ قَدْ عَفا ... فِيهِ المَشِيبُ، لزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ

فكأَنَّها، بَيْنَ النِّساءِ، أَعَارَهَا ... عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِنْ جآذِرِ جاسِمِ

ويروى عاسِم.

جَشِمَ: جَشِمَ الأَمْرَ، بِالْكَسْرِ، يَجْشَمُه جَشْماً وجَشامةً وتَجَشَّمَه: تَكَلَّفَه عَلَى مَشَقَّةٍ. وأَجْشَمَني فلانٌ أَمْراً وجَشَّمَنِيه أَيْ كَلَّفَني؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعْشى:

فَمَا أَجْشَمْتُ مِنْ إِتْيانِ قَومٍ، ... هُمُ الأَعْداءُ والأَكْبادُ سُودُ

وجَشَّمْتُه الأَمرَ تَجْشِيماً؛ وَفِي حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ عمرو ابن نُفَيْلٍ:

مَهْما تُجَشِّمْني فإِنِّي جاشِمُ

أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا مِحْجَنٍ وباهِليّاً تَجَشَّمْتُ الأَمر وتَجَسَّمْتُه إِذا حَمَلْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَميل «١»:

تَجَشَّم القُرْقُورُ مَوْجَ الْآذِيِّ

ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَشَّمْتُ الأَمْرَ إِذَا رَكِبْتَ أَجْسَمه، وتَجَشَّمْتُه إِذَا تَكَلَّفْتَهُ، وتَجَشَّمْتُ الأَرضَ إِذَا أخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا، وتَجَشَّمْت الرملَ رَكِبْتَ أَعْظَمَه. أَبو النَّضْرِ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيْ قَصَدْتُ قَصْدَه؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنا بِهِ ... عَلَى جَفاهُ، وَعَلَى أَنقابه

أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ تَجَشَّمْتُ كَذَا وَكَذَا أَي فَعَلْتُهُ عَلَى كُرْه وَمَشَقَّةٍ، والجُشَمُ: الِاسْمُ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ؛ قَالَ المرَّارُ:

يَمْشِينَ هَوْناً، وَبَعْدَ الهَوْنِ مِنْ جُشَمٍ، ... ومِنْ جَناءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتُورِ «٢»

. والجُشَمُ: الجَوْف، وَقِيلَ: الصَّدْرُ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الضُّلوع. وجُشَمُ البعيرِ: صَدْرُه وَمَا غَشِي بِهِ القِرْنَ مِنْ صَدره وَسَائِرِ خَلْقه. وَيُقَالُ: غَتَّه بجُشَمِه إِذَا أَلقى صَدْرَهُ عَلَيْهِ. وَرَمَى عَلَيْهِ جَشَمَه وجُشمه أَيْ ثِقْلَه. والجَشِمُ: الْغَلِيظُ «٣»؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشُمُ السِّمانُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَشَمُ السِّمَنُ. ابْنُ خَالَوَيْهِ: الجُشْمُ دَرَاهِمُ رَدِيئَةٌ، وَجَمْعُهَا جُشُومٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

بَدَا ضَربُ الكِرامِ وضَرْبُ تَيْمٍ، ... كضَرْبِ الدُّنْبُلِيَّة والجُشُوم

أَبو زَيْدٍ: مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفاً «٤»؛ يَقُولُهُ القانِصُ إِذَا لَمْ يَصِدْ وَرَجَعَ خَائِبًا. وَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا أَيْ مَا أَكلت؛ قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ خَيْبَةِ كُلِّ طَالِبٍ فَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ اليومَ شَيْئًا. أَبو عُبَيْدٍ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيِ اخْتَرْتُهُ؛ وأَنشد:

تَجَشَّمْتُه مِنْ بَيْنِهِنَّ بمُرْهَفٍ، ... لَهُ جالِبٌ، فوقَ الرِّصافِ، عَلِيلُ


(١). ١ قوله [وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَمِيلٍ] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي تقدم في جسم: عمرو بن جبل
(٢). ١ قوله [ومن جناء غضيض] كذا بالأَصل جناء بالأَلف، وفي شرح القاموس: جنى
(٣). ٢ قوله [والجشم الغليظ إلخ] كذا بالأَصل كالمحكم مضبوطاً بوزن كتف، والذي في القاموس: وكأمير الغليظ انتهى. قال شارحه: والذي في كتاب كراع ككتف
(٤). ٣ قوله [مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفًا] وقوله [مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا] ضبط في الأَصل ونسخة من التهذيب بفتح الجيم والشين ولم نجد هذه العبارة لغير التهذيب حتى نستأنس لهذا الضبط

<<  <  ج: ص:  >  >>