للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَراد ربّاني:

٨٦ - ويقال: نؤت بالحمل إِذا نهضت به، وناءَ بي الحمل أَيْضاً، نهضتُ به، قال الشَّاعِر:

وقامَتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً ... إِذا ما تَنوءُ به آدَها

المغدوْدِن: الشِّعْر الكثير. وتنوء به: تنهض به. وآدَها: أَثقلها، وقالَ الله عزَ وجلّ: ما إنَّ مَفاتحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ، فمعناه: ما إنَّ العصبة لتنوءُ بمفاتحه، فخرج مقلوباً عند وضوح المعنى؛ هذا قول أَبي عُبيدة وقُطْرب.

وقالَ الفَرَّاءُ: معناه: ما إنَّ مفاتحه لَتُنِيءُ العصبةَ، أَي تثقلُهم وتُميلهم، فلما انضمت التاءُ سقطت الباءُ، كما يقولون: هو يذهب ببصر فلان، وهو يُذهب بصَرَ فلان. وقالَ الفَرَّاءُ: أَنشدني بعضُ العرب:

حتَّى إِذا ما التأَمَتْ مواصلُهْ ... وناَء في شِقِّ الشَّمالِ كاهلُهْ

يعني الرامي لما أَخذ القوسَ ونَزَع، مال عليها. ومن هذا قولهم: فعلتُ على ما ساءك وناءك، معناه: وأَثقلك وأَمالك؛ ويجوز أَن يكونَ أَصله على ما ساءك وأَناءك؛ فسقطت

<<  <   >  >>