للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأَسود ما أَرادت، إذْ كان خطأ، فقال لها: يا بَنِيّة، حَرُّ تِهامة، فقالت: يا أَبتِ ما استفهمتُك، إنما تعجبت من شدة الحرّ فقال: قولي إِذاً: ما أَشدَّ الحرَّ!

ودخل رجل على عبد العزيز بن مروان، فشكا إليه خَتَنه، فقال: ومن ختنَك؟ قال: ختنني الختّان، فقيل لعبد العزيز: أَيّها الأَمير، إِنَّهُ لم يفهم عنك قولك، قال: فأَفهموه، فقالوا له: من ختنُك؟ قال: خَتَني فلان، فاستحيا عبد العزيز، وأَلزم نفسه ألَاّ يجلس للناس حتَّى يعرفَ من العربية ما يُصلِح كلامه، ويُزيل اللَّحْن منه.

وهذا باب طويل إن أَسهبنا فيه انقطعنا عن ذكر ما نحن إِلى شرحه أَحوجُ مما يوافق الكتابَ؛ وكلّه يدلّ على أَن اللحن تستخِفّه العرب في جميع الأَحوال من كلّ ذكر وأُنثى.

١٥٠ - والبِكْر حرف من الأَضْداد؛ يقال: امرأَة بِكْر قبل أَن يَدخُلَ بها الرَّجُل، ويقال لها بكر بعد أَن يدخُل بها، ويقال للولد الأَول: بِكْر، ولأَبيه بِكْر، ولأُمه بِكْر، أَنشدنا أَبو العباس عن ابن الأَعْرَابِيّ:

يا بِكْرَ بِكْرَيْن ويا خِلْبَ الكبِدْ ... أَصبحتَ مِنِّي كذراعٍ من عَضُدْ

<<  <   >  >>