للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٤ - وأَكْرَى حرف من الأَضْداد؛ يقال: أَكْرى إِذا أَطال، وأَكْرى إِذا قصَّر، ويقال: أَكْريتُ العَشاءَ، إِذا أَخَّرتَه، قال الشَّاعر يَصِفُ قِدْراً:

تُقَسِّمُ ما فيها فإِنْ هي قُسِّمَتْ ... فذاكَ وإِنْ أَكْرتْ فعن أَهْلِها تُكْرِي

أَرادَ: فإِن نَقَضَتْ فعن أَهلها تَنْقُضُ، أَي ضرر النُّقصان على أَهلها يرجع. وشبيه بهذا القول الآخر:

أُقَسِّمُ جِسْمي في جسومٍ كثيرةٍ ... وأَحْسو قَرَاحَ الماءِ والماءُ باردُ

أَي أُقَسِّم فيأْكلُ منه جماعة من النَّاس. ويُرْوَى بيت الحُطَيْئة:

وأَكْريْتُ العَشاَء إِلى سُهَيْلٍ ... أَو الشِّعْرَى فطالَ بيَ الأَناءُ

فمعنى أَكْريتُ أَخَّرتُ، وقالَ فقيه العرب: مَنْ سَرَّهُ البقاءُ ولا بقاء، فليباكرْ الغداءَ، ولْيُكْرِ العَشاءَ، وليُخفِّفِ الرِّداءَ. أَرادَ بيُكْرِي يؤخِّر، والرِّداء الدَّيْن. وكانت العرب

تقول: تَرْك العَشاء يَذْهَب بعَضَلَة العَضُد، وكاذّة الفَخِذ؛ فالكاذَّة عندهم: لحم باطن الفَخِذ.

<<  <   >  >>