٢٠٦ - ومن الأَضداد أَيْضاً قول العرب: زيد أَعقل الرجلين، إِذا كانا عاقلين؛ إِلَاّ أَنَّ أَحدهما أَكثر عقلاً من الآخر، وزيد أَعقل الرجلين إِذا كان أَحدهما عاقلاً والآخر أَحمق، فأَما المعنى الأَول فلا يُحتاج فيه إِلى شاهد لشهرته عند عوامّ النَّاس وخواصّهم، وأَمّا المعنى الآخر فشاهده قول الله عزَ وجلّ: أَصْحابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذِ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وأَحْسَنُ مَقيلاً.
قال الفَرَّاءُ: قال بعضُ المشيخة: يُرْوَى أَنَّهُ يُفْرَغُ من حساب النَّاس في النِّصف من ذلك اليوم، ثمَّ يَقيلُ أَهلُ الجَنّة وأَهل النار في النار.
قال الفَرَّاءُ: وأَصحاب الكلام إِذا اجتمع لهم عاقل وأَحمق لم يقولوا: هذا أَعقلُ الرَّجلين؛ إِلَاّ أن يكون الرجلان عاقليْن؛ أَحدهما أَزيد عقلاً من الآخر، قال: فقول الله عزَ وجلّ: أَصْحابُ الجَنَّةِ يَوْمَئذِ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا، يدلّك