وقالَ أَكثر أَهل العلم: الرَّاسخون مستأْنفون مرفوعون بما عاد من يقولون، لا
يدخلون مع الله تبارك وتعالى في العلم، لأَنَّ في كتاب الله جلّ وعزّ حروفاً طوى الله تأْويلاتِها عن النَّاس اختباراً للعباد، ليؤمِن المؤمِنُ بها على غموض تأْويلها فيسعَد، ويكفُر بها الكافر فيشقى؛ من ذلك قوله جلّ وعزّ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ تحت الإِتيان تأْويل زمان محدود لا يعلمه غير الله عزَ وجلّ، يدلُّ على ذلك أَنَّهم طالبوا به، وأَرادوا علمَه فَمُنِعوا، ولم يجابوا إِلى كشفه، فكان من قولهم: مَتَى هَذَا الوَعْدُ، وأَيَّانَ مُرْسَاهَا، وكانَ من جواب الله عزَ وجلّ: لا يَعْلَمُهَا إِلَاّ هُوَ.
٣٥٥ - ومن الحروف أَيْضاً: وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً تحت قرون تحصيلُ عدد لم يطلع الله عليه أَحداً فهو من التأْويل الَّذي استأْثر بعلمه.
٣٥٦ - ومنه: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوح قُلْ الرُّوحُ من أَمْرِ رَبِّي، سأَلت اليهود رَسُول الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم