في نصب زوالها قولان: أَحدهما أَن يكون الفعل لله عزَ وجلّ، وتأْويله: زال الله زوالَها، أَي أَزال الله زوالَها. وسمعتُ أَبا العباس يقول: لَيْسَ الفعل لله جلّ وعزّ؛ ولكنَّه للخيال، والزوال نصب على معنى المحلّ، وتقديره: زال خيالُها زوالَها، أَي زال خيالُها حيث زالَتْ؛ فلا تتأَذَّى به، وتهيج أَحزاننا بالهامة، ونصب النهار على مذهب الوقت، والتأْويل: هذا بَدَا لَها من همّها في النَّهار.
وكان أَبو عَمْرو بن العلاءِ ينشده: زال زوالُها، بالرفع، ويَقُولُ: أَقوى الشاعر، والإِقواءُ اختلاف إِعراب القوافي. وقال الآخر:
وبَيْضَاَء ما تنحاشُ مِنَّا وأُمُّها ... إِذا ما رأَتْنا زالَ مِنَّا زَوِيلَها
فهذا يدلُّ على أَنَّ زيل بمَعْنَى أُزِيل، وزال بمَعْنَى أَزال.
١٧٦ - وخان حرف من الأَضْداد؛ يقال: خان النَّعِيمُ فلاناً، وخان الدَّهْرُ النَّعيمَ فلاناً، فيكون النَّعيم فاعلاً في حال، ومفعولاً في حال، وخان غير متغيّر اللَّفظ، قال الأَعشى: