أَو يعتلق نفسي حِمامُها؛ لأَنَّ نفسي هي بعض النفوس. قالوا: ولم يقصد في هذا البيت قَصْدَ غيره. وقالوا في قول ابن قيس: وفي بعض مشيها خُرُق: إِذا استُحسن منها في بعض الأَحوال هذا وُجِد في مشيها، وربما كان غيرُ هذا من المشي أَحسنَ منه، فبعض دخلت للتبعيض والتخصيص، ولم يقصد بها قصد العموم.
١١٣ - ومما يشبه حروف الأَضداد نحن. يقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث، فيقول الواحد: نحن فعلنا، وكذلك يقول الاثنان والجميع والمؤنث، والأَصل في هذا أَن يقول الرئيس الَّذي له أَتباع يغضبون بغضبه، ويرضون برضاه ويقتدون بأَفعاله: أَمَرْنا ونهينا، وغضِبْنا ورضينا؛ لعلمه بأَنه إِذا فعل شيئاً فَعَلهُ تُبَّاعه؛ ولهذه العلّة قال الله جلّ ذكره: أَرسلنا وخلقنا، ثمَّ كَثُر استعمال العرب لهذا الجمع حتَّى صار الواحد من عامة النَّاس يقول وحده: قمنا وقعدنا؛ والأَصل ذاك.
ويقال أَيْضاً للملك في خطابه: قد أَمرتم فلاناً، وقد غضِبتم على زيد؛ لمثل العلة المتقدمة؛ قال الله عزَ وجلّ: