وقال أَبو عُبيد: المِشْكَاة: الكُوَّة لا منفذ لها في كلام العرب، وأَنشد:
تدِيرُ عَيْنَيْنِ لها كَحْلَاوَيْنِ ... كمِثْلِ مِصْباحَيْنِ في مِشْكَاتَيْنِ
٣٥٤ - ومثله أَيْضاً: وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَاّ اللهُ والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بَه. يقول قوم: الرَّاسخون في العلم المعطوفون على الله جلّ وعزّ، ويقولون في موضع نصب على الحال، وإِن كان مرفوعاً في اللَّفظ؛ والتقدير: وما يعلم تأْويلَه إِلَاّ الله والرَّاسخون في العلم قائلين آمنَّا به، واحتجُّوا بقول الشَّاعِر:
الرِّيحُ تَبكِي شَجْوَهُ ... والبَرْقُ يَلْمَعُ في الغَمَامَهْ
أَراد الرِّيح تبكي شجوه، والبرق يبكي أَيْضاً لامعاً في الغمامة، واحتجُّوا بما أَخبرناه عبد الله بن محمد، قال: حدَّثنا يحيى ابن خلف الجوباريّ، قال: حدَّثنا أَبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أَبي نَجيح، عن مُجاهد، قال: الرَّاسخون في العلم يعلمون تأْويله، ويقولون: آمنَّا بالله. وبما أَخبرناه أَيْضاً عبد الله بن محمد، قال: حدَّثنا يحيى، قال: حدَّثنا أَبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أَبي نَجيح، عن مُجاهد، عن ابن عباس، أَنَّهُ قال: أَنا ممَّن يعلَمُ تأْويله.