إِلى إِفراد أَحدهما لم يقولوا للذكر زوج وللأُنثى زوجة، ولكنَّهم قالوا للذكر فَرْد، وللأُنثى فردة، والقياس زوج وزوجة؛ إِلَاّ أَنَّهم تنكبُوهما اكتفاء بالفرد والفردة. وكذلك يقال للشيئين المصطحبين: زوْجان، كقولهم: عندي زوْجان من الخِفاف، يريدون اثنين، وكذلك زوجان من النِّعال. ويقال للأبيض والأَسود زَوْجان، وللحُلْو والحامض زوجان، ولا يقال لأَحدهما زَوْج، فمن ادَّعى أَنَّ الزَّوْج يقع على الاثنين فقد خالف كتاب الله جلّ وعزّ وجميع كلام العرب، إِذ لم يوجد فيهما شاهد له، ولا دليل على صحَّة تأَوُّله.
٢٨٢ - ومنها أَيْضاً العاقل؛ يُقال: رجل عاقل، إِذا كان حَسن التمييز، صحيحَ العقل والتدبير، ويُقال: وَعِل عاقل وهو ممَّا لا يعقِل، يراد به: قد عَقَل نفسه في الجبل، فما يَبْرَح منه، ولا يطلب به بدلاً، قال الشَّاعر:
لَقَدْ خِفْتُ حتَّى ما تَزِيدُ مَخافَتي ... على وَعِلٍ في ذِي المَطَارَةِ عاقِلِ
أَي حابس نفسه في هذا الموضع. ويجوز أَن يكونا متضادَّيْن، وأَن يُقال: أَصل