معناه: وما لدينا منك تنويل، وإِخال: لغو. وأَما معنى العلم فقوله: فَمَنْ كان يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً. معناه: فمن كان يعلم لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً. وقولهم عندي غير صحيح؛ لأَنَّ الرَّجاءَ لا يخرج أَبداً من معنى الشَّكّ، أَنشدنا أَبو العباس:
والآية التي احتَجُّوا بها لا حجَّة لهم فيها؛ لأَنَّ معناها: فمن كان يرجو لقاءَ ثوابِ ربّه، أَي يطمع في ذلك ولا يتيقَّنه.
وقالَ سهل السَّجسْتَانيّ: معنى قوله: فَمَنْ كان يَرْجُو لقَاءَ رَبِّه: فمن كان يخاف لقاءَ ربِّه. وهذا عندنا غَلَط؛ لأَنَّ العرب لا تذهب بالرَّجاء مذهب الخوف إِلَاّ مع حروف الجَحْد؛ وقد استقصينا الشواهد لهذا.