وقول من قال ثلاث وثلاثون سنة، أَشبَه بالآية؛ لأَنَّه عطف الأَربعين عليه، والأَربعون أَقربُ إِلى ثلاث وثلاثين منها إِلى ثمانيَ عشرة سنة؛ فكان ذلك أَوْلَى، أَلَا ترى أَنَّ قولك: قد أَخذتُ عامة المال أَو كُلَّه، أَحسنُ من قولِك: قد أَخذتُ أَقلَّ المالِ أَو كُلَّه! قال: وقول من قال: الأَشدّ ثمانيَ عشرة سنة لَيْسَ بخطأ.
قال الفَرَّاءُ: وفي قراءة عبد الله: حتَّى إِذا اسْتَوَى وبَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال: فهذا موافق لمعنى قراءتنا، أَلَا ترى أَنَّك تقول في الكلام للرجل: لما وُلِدَ لك وأَدركتَ مدرك الرِّجال عَقَقْتَ وفَعَلْتَ! فالإِدراك قبل أَن يُولَدَ له، فقدَّم المؤخر ثَمّ،
كما قُدِّم ها هنا.
وقالَ بعض النحويِّين: الأَشدّ اسم واحدٍ لا واحدَ له، وهو بمنزلة الآنُك، والآنُك: الرَّصاص والأُسْرُبّ.
وقالَ الفَرَّاء: واحد الأَشُدّ شَدّ وشُدَّ، وأَشدّ كقولهم: فَلْس وأَفْلُس، وبحر وأَبْحُر، قال عنترة: