ويقال: الأُمَّة أَيْضاً للواحد المنفرد بالدِّين؛ قال سعيد ابن زيد بن عَمْرو بن نُفَيل: قلت: يا رَسُول الله؛ إِنَّ أَبي قد كانَ عَلَى ما رأَيت وبَلَغك، أَفلا أَستغفر له؟ قال: بلَى؛ فإِنَّه يُبعثُ يوم القيامة أُمَّةً وَحْدَهُ.
ويفسَّر هذا الحرف من كتاب الله تعالى تفسيرين متضادّين، وهو قوله: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً، فيقول بعضُ المفسِّرين: معناه كان النَّاس مؤمنين كلّهم. ويَقُولُ غيره: معناه كان النَّاس كفَّاراً كلُّهم، فالذين قالوا: الأُمَّة هاهنا المؤمنون، ذهبوا إِلى أَنَّ الله عزَ وجلّ لمَّا غرَّق الكافرين من قوم نوح بالطوفان، ونجَّى نوحاً والمؤمنين، كان النَّاس كلُّهم من ذلك الوقت مؤمنين؛ ثمَّ كفر بعضُهم بعد ذلك الوقت فأَرسل الله إِليهم أَنبياءً يبشرون وينذرون، ويدلُّونهم على ما يَسْعَدُون به، ويتوفَّر منه حظّهم.