أَي فقد أَتى بعذر صحيح، ويقال: قد عَذَّر الرَّجُل في الحاجة إِذا قصّر فيها، وقد أَعذر إِذا بالغ ولم يقصِّر؛ من ذلك قولهم: قد أَعْذَر مَنْ أَنذر، أَي قد جاءَ بمحْض العذر من أَنذرك المخوفَ.
وقالَ الفَرَّاءُ: حدثني حيّان، عن الكلبيّ، عن أَبي صالح، عن ابن عباس. وأَبو حفص الخزاز، عن جويبِر، عن الضحّاك، عن ابن عباس، أَنه كان يقرأَ: وجاء المُعْذِرونَ من الأَعراب، ويَقُولُ: لعن الله المعذِرين. كأَنَّ المعذِر عنده الَّذي يأْتي بمحض العذر، والمعذِّر المقصّر، هذا إِذا كان المعذّرون وزنه المفعِّلون، وإذا كان وزنه المفتعلين أَمكن أَن يكون للقوم عذر، وأَلَاّ يكون لهم عذر على ما فسرنا في اعتذار، وتُحَوّل فتحة التاء من المعتذرين إِلى العين، وتدغم التاءُ في الدال، فيصيران ذالاً مشددة. ويقال: قد أَعذر الرَّجُل يُعْذِر، وعَذَر يَعذِر، إِذا كثرت