مبنيًّا على فِعْل تدخله علامة التأْنيث، استوى في لفظه المذكَّر والمؤنَّث، وإِذا كان للمفعول دخلتْه الهاءُ في باب التأْنيث، لِيُفْرَقُ بين المفعول والفاعل، فيقال في المفعول: أَكُولة، وحُلوبة، وجَزُورة، وظَعُونة. وربَّما حذفوا الهاءَ من المفعول إِذا أَرادوا الإِبهام، ولم يقصدوا قصد واحد بعينه؛ من ذلك قوله عزّ وجلّ: فمِنْها رَكُوبُهُمْ، ذكر رَكوبا لأَنَّه أَراد الإِبهام، فمنها ما يركبون. وكان عبد الله بن مسعود يخصّص فيدخل الهاءَ ويقرأْ: فمِنْها رَكُوبَتُهُمْ، وكذلك الحَلُوب والحَلُوبة. أَنشدنا عبد الله بن الحسن، قال: أَنشدنا يعقوب بن السِّكِّيت لكعب بن سعد الغنويّ:
يَبِيتُ النَّدَى يا أُمَّ عَمْرٍو ضَجِيعَهُ ... إِذا لن يَكُنْ في المُنْقِيَاتِ حَلُوبُ
وأَنشدنا أَبو العباس، عن سلمة، عن الفرَّاءِ: يُبِيت بضم الياءِ، على معنى يُبيت الرَّجل النديّ. وحذفت الهاءُ من رَغوث، لأَنَّ المذكَّر من جنسها لا يوصف برَغوث، فجرى رَغوث مجرى حائض وطالق، إِذا ذُكِّرا في وصف المؤنَّث، من