وقول أَبي عُبيدة كان زائدة في قوله تبارك وتعالى: وكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ليس بصحيح، لأنَّها لا تُلْغَى مبتدأَةً ناصبة للخبر؛ وإنما التأويل المبتدأ عند الفراء وكائن الله غفورا رحيما فصلح الماضي في موضع الدائم لأنَّ أَفعال الله جلَّ وعزَّ تخالف أَفعالَ العباد، فأَفعال العباد تنقطع، ورحمة الله عز وجل لا تنقطع وكذلك مغفرته وعِلْمُه وحِكْمَتُه.
وقالَ غير الفَرَّاء: كأَنَّ القوم شاهدوا لله مَغْفِرَةً ورحمةً وعلماً وحكمةً، فقال الله عزَ وجلّ: وكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً، أَي لم يزل الله عزَ وجلّ على ما شاهدتم.