للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقلية، ولا معاني الأحاديث الحقيقية، بل هم مع اللفظ الظاهر، ويذمهم، ويطعن عليهم، انتهى. وأقول: وهكذا شيمة أهل العقول قديمًا وحديثًا في طعنهم أصحاب المنقول وأرباب الحديث، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧] ومن شعره:

دليلٌ على حِرْصِ ابنِ آدمَ أنَّه ... ترى كَفَّه مضمومةً وقتَ وَضْعِهِ

ويبسطُها عندَ المماتِ إشارةً ... إلى صفرِها مما حوى بعدَ جمعِهِ

توفي - رحمه الله تعالى - سنة ٦١٠، كذا ذكره ابن القادسي، وأبو شامة، وغيرهما.

٢٢٧ - عبد السلام بن عبد الوهاب بنِ الشيخ عبد القادر الجيلانيّ، البغداديّ.

ولد سنة ٥٤٨، وسمع الحديث من جده، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه - وخطه رديء -، وتفقه على أبيه، ودرَّس، وكان أديبًا كَيِّسًا مطبوعًا، عارفًا بالمنطق والفلسفة وغير ذلك من العلوم الرِدَّيَّة، وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل، وكان غيرَ ضابط للسانه، ولا مشكورًا في طريقته وسيرته، يُرمى بالفواحش والمنكرات، وقد جرت عليه محنة في أيام الوزير ابن يونس، وأُحرقت كتبه، وفي بعضها مخاطبة زحل: أيها الكوكب المضيء! أنت تدير الأفلاك، وتحيي وتميت، وأنت إلهنا، وفي حق المريخ من هذا الجنس، فقال ابن يونس: هذا خطك؟ قال: نعم، قال: لم كتبته؟ قال: لأرد على قائله ومن يعتقده، فأمر بإحراق كتبه، وأُودع في الحبس مدة، ولما أُفرج عنه، أخذ خطه: بأنه يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الإسلام حق، وما كان فيه باطل، وأُطلق. توفي سنة ٦١١.

٢٢٨ - عبد العزيز بن محمود بنِ المباركِ، تقيُّ الدين، يعرف بابن الأخضر الجنابذي، البغداديُّ، البزازُ، المحدثُ، الحافظ، محدثُ العراق.

ولد سنة ٥٢٤. أول سماعه بإفادة أبيه وأستاذه ابن بكروس، وسمع هو بنفسه عن ابن البناء، وابن ناصر الحافظ، وأبي الوقت، وطبقِتهم، ومَنْ بعدهم. وبالغ

<<  <   >  >>