للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتابًا، قال: وله نظم كثير، ثم ذكر منه شيئًا، قال: ورئيت له منامات صالحة كثيرة، انتهى.

وغالب هذه الكتب عندي موجود، وله تصانيف كثيرة سوى ذلك، مثل: "قضاء وقدر"، و"طرق السعادتين"، و"مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - "، و"نونية"، وغير ذلك.

قال الشوكاني: وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وله من حسن التصرف في الكلام، مع العذوبة الزائدة، وحسن السياق، ما لا يقدر عليه غالبُ المصنفين؛ بحيث تعشق الأفهام كلامه، وتميل إليه الأذهان، وتحبه القلوب، وليس له على غير الدليل معوَّل في الغالب، وقد يميل نادرًا إلى مذهبه الذي نشأ عليه، ولكنه لا يتجاسر على الدفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة؛ كما يفعله غيره من المتمذهبين، بل لا بد له من مستند في ذلك، وغالب أبحاثه الإنصاف، والميلُ مع الدليل حيث مال، وعدمُ التعويل على القيل والقال، وإذا استوعب الكلام في بحث، وطول ذيوله، أتى بما لم يأت به غيره، وساق ما تنشرح له صدور الراغبين في أخذ مذاهبهم عن الدليل، وأظنه سرت بركة ملازمته لشيخه ابن تيمية في السراء والضراء، والقيام معه في محنه ومواساة بنفسه، وطول تردده إليه، فإنه ما زال ملازمًا له من سنة ٧١٢ إلى تاريخ وفاته.

وبالجملة: فهو واحدُ مَنْ قام بنشره السنة، وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظمَ جُنة، فرحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرًا. وحكي عنه قبل موته بمدة: أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام، وأنه سأله عن منزلته - أي منزله -؟ فقال: إنه أنزل فوق فلان - وسمى بعض الأكابر -، وقال له: أنت تلحق به، ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة، ومات في ثالث شهر رجب سنة ٧٥١، انتهى - رحمه الله تعالى -.

٤٦٦ - [شيخ الإسلام] أحمدُ بنُ عبد الحليم بنِ عبدِ السلام، ابن تيمية، الحرانيُّ، الدمشقيُّ، الحنبليُّ، تقيُّ الدين، أبو العباس.

قال الشوكاني في كتاب "شرح الصدور في تحريم رفع القبور": هو الإمام المحيط بمذاهب سلف هذه الأمة وخلفها، انتهى. وقال ابن فضل الله العمري

<<  <   >  >>