للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجيش في تشرين الأول من سنة ١٨١١ [الموافق ١٢٢٦ هـ]، ثم خرج الجيش من ينبع قاصدًا المدينة المنورة، وفي طريقها استولى على بدر، والصفراء، ثم دهم عبد الله بن سعود وأخوه فيصل هذا الجيش في مضيق الحديدة على نحو مرحلة من المدينة، فأوقعا به، وأكثرا القتل فيه، فانهزم إلى بدر.

وقد غنم الوهابيون العُدَد والميرةَ، وأربعة مدافع، ثم أتى طوسون باشا نجدة، فجدد السير إلى المدينة، ونزل عليها في تشرين الأول سنة ١٨١٢، وشدد عليها الحصار، ودخلها عنوة في تشرين الثاني من السنة المذكورة، ومكن السيف من الوهابيين، وأطلق المدينة للنهب، وامتنع بعض الجند في قلعتها، فضيق عليهم، ولما نفد زادهم، استأمنوا إليه، فأمنهم، فخرجوا من القلعة، حتى إذا صاروا على بعد من المدينة، طاردتهم العساكر، وأوقعت بهم، فلم يسلم منهم إلا من ساعده الفرار.

وفي كانون الثاني من سنة ١٨١٤ تمكن طوسون باشا من فتح مكة المكرمة، واستولى على جدة والطائف، وجرى بينه وبين الوهابيين مناوشات ومحاربات، انجلى أكثرها عن ظفر الوهابيين، وفي آذار من سنة ١٨١٤ استولى المصريون على قنفذة، ولم يلبثوا أن دهمهم فيها الوهابيون، فأجفلوا، وأركنوا إلى الفرار، ودخل الوهابيون البلد، وأعملوا السيف فيها.

وبأثناء ذلك قضي على سعود بن عبد العزيز - المترجَم له - بإثر حمى أصابته، وذلك في الثامن من جمادى الأولى سنة (١٢٢٩ للهجرة - ٢٨ نيسان سنة ١٨١٤ للميلاد)، وله من العمر ثمانٍ وستون سنة.

٣٣٤ - [الأمير] عبد الله (١) بن سعود" - المتقدم ذكرُه -.

خلف أباه سنة ١٨١٤، وكان شهمًا شجاعًا - اعتمده أبوه في أيامه، وعول


(١) هو الأمير عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، خلف أباه، وفي معركة الدرعية التاريخية انهزم، وأخذ إلى مصر، ثم إلى إستانبول، وقُتل هناك عند باب همايون، وأتباعه أيضًا قتلوا في نواح أخرى سنة (١٢٣٣ هـ ١٨١٧ م)، وهذه الفاجعة حدثت في دور حكومة السلطان محمود خان الثاني.

<<  <   >  >>