استدعاه سلطان الروم بايزيد خان إلى مملكته، وأرسل إليه بجوائز سنية، فسافر إلى جهات الروم، فلما انتهى إلى همدان، قال للذي أرسله السلطان إليه: إني قد امتثلت أمر السلطان حتى وصلت إلى هنا، وبعد ذلك تشبثت بذيل الاعتذار؛ لأني لا أقدر على الدخول إلى بلاد الروم؛ لما أسمع فيها من مرض الطاعون، وكان غرض السلطان في استدعائه أنه خطر له في بعض الأوقات الاختلاف فيما بين الصوفية وعلماء الكلام والحكماء، فأراد أن يجعل صاحب الترجمة حكمًا بين هذه الطوائف، فما تم، وله مصنفات، منها:"شرح الكافية"، وشرع في تفسير القرآن.
وله "شواهد النبوة" بالفارسية، و"نفحات الإنس" بالفارسية أيضًا، ونظم بالفارسية يتنافس في حفظه أهل تلك اللسان، توفي بهراة سنة ٨٩٧، انتهى.
٤١٠ - عبد الرحمن بن حسن الريمي الذماري - رحمه الله تعالى -.
ولد تقريبًا سنة ١٢٠٧، أو بعدها بقليل.
قال الشوكاني في "البدر الطالع": له قراءة عليّ، وهو من عباد الله الصالحين ومن [العلماء] العاملين بالأدلة، الراغبين في الحق، المتمسكين بالإنصاف، وله ميل إلى مؤلفاتي، واشتغال بها، وعمل بما فيها، وهو الآن من أعيان مدينة ذمار، جمل الله بوجوده تلك الأقطار.
٤١١ - السيد عبد القادر بنُ أحمدَ بنِ عبدِ القادر، الكوكبانيُّ.
قال في "البدر الطالع": هو شيخنا، الإمام المحدث الحافظ المسند، المجتهدُ المطلق، ولد - كما نقلته من خطه - في سنة ١١٣٥، نشأ بكوكبان، ثم ارتحل إلى صنعاء، فأخذ عن أكابر علمائها؛ كالعلامة السيد محمد بن إسماعيل الأمير، وإني أذكر وأنا في المكتب مع الصبيان، سألت والدي - رحمه الله -: من أعلمُ الناسِ بالديار اليمنية؟ فقال: فلان - يعني: صاحب الترجمة -، وبالجملة: فلم تر عيني مثله في كمالاته، ولم أجد أحدًا يساويه في مجموع علومه، ولم يكن بالديار اليمنية في آخر مدته له نظير.