للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوائده، ومتع بحياته - جيدُ النظم إلى الغاية القصوى، وله من ذلك قصائدُ فرائد. وبالجملة: فهو حسنة من حسنات الزمن، وفردٌ من أفراد قطر اليمن، وقد برع في كثير من العلوم - زاده الله كمالًا -، انتهى.

٥٠٦ - يوسف بن الزكي عبدِ الرحمن، يعرف بأبي الحجاج المزيُّ (١)، الإمامُ الكبيرُ الحافظُ.

ولد سنة ٦٥٤، وقال نعمان في "الروضة الغناء": سنة ٦٥٠.

وقال: دفن بمقبرة الصوفية غربي قبر أبي تيمية، انتهى.

أقول: ولم أقف على عام وفاته، فمن وقف، فليلحق ها هنا - رحمه الله تعالى -.

وبالجملة: طلب بنفسه فأكثرَ، ومشايخه نحو الألف، ومن مشايخه: النووي، وتبحَّر في الحديث، ودرَّس بمدارس، منها: دار الحديث الأشرفية، ولما ولي تدريسها، قال ابن تيمية: لم يلها من حين بُنيت إلى الآن أحقُّ بشرط الواقف منه. قال الذهبي: ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظَ منه، وأوذي مرة بسبب ابن تيمية لأنها لما وقعت له المناظرة مع الشافعية، وبحث معه الصفي


(١) اسمه: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين بن الزكي، أبي محمد، القضاعي الكلبي "المِزِّي". قال ابن حجر في "الدرر الكامنة": يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الحلبي الأصل "المزي"، أبو الحجاج، جمالُ الدين، الحافظُ. مرض أيامًا يسيرة، بسبب وجع في باطنه، ظنه قولنجًا، وإنما كان طاعونًا، قاله صهره "ابن كثير"، قال: فاستمر به إلى أن مات بين الظهر والعصر من يوم السبت ١٢ صفر سنة ٧٤٢، وهو يقرأ آية الكرسي، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع، ثم خارج باب النصر، ثم دفن بمقابر الصوفية بالقرب من ابن تيمية، انتهى. ولد بظاهر حلب سنة (٦٥٤ هـ ١٢٥٦ م)، ونشأ بالمزة، وتوفي في دمشق سنة (٧٤٢ هـ ١٣٤١ م). المزة: بضم الميم، وبكسرها. قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": المزة: بالكسر ثم التشديد، أظنه عجميًا، فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى، وهي قرية كبيرة، غَنَّاءُ في وسط بساتين دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ. وبها يقال قبر "دحية الكلبي" صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

<<  <   >  >>