للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدة مراجعات وتأليفات من الجانبين، ولله در القائل:

إذا التصقَتْ بالبحثِ في العلمِ رُكْبَتي ... ورُكْبَةُ نِحْريرٍ على العِلْمِ دَأَّابِ

وساعَدَني التوفيقُ فيما أرومُه ... وعاينتُ باليمنى نواظرَ أحبابي

فقلْ لملوكِ الأرضِ يَلْهوا ويَلْعبوا ... فذلك لَهْوي ما حَييتُ وملعابي

وله إجازة حسنة من السيد العلامة سليمانَ بنِ يحيى، قال فيها - وقد ذكر الإمام الطيبي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذُ بك من علمٍ لا ينفع": هو الذي لا ينتفع به صاحبه، فلا يُذهب الأخلاقَ الرذيلة الباطنة، ولا يحصل له منه تخلق بالأخلاق الحسنة، وأنشدوا في هذا المعنى:

يا مَنْ تباعدَ عن معالي خلقِهِ ... ليسَ التفاخُرُ بالعلومِ الزاخِرَه

مَنْ لم يهذبْ علمُه أخلاقَه ... لم ينتفعْ من علمِهِ في الآخِرَه

وبالجملة: كان المترجَم له صاحبَ علم وفضل، سُنِّيًا أثريًا متبعًا للدليل - رحمة الله تعالى عليه -.

٥٢٤ - العَلم العَلاَّمةُ، صدرُ الأماثل، وبهجةُ المحافل، عثمانُ بنُ عليًّ الجبيليُّ - رح -.

إمامُ علومٍ جَمَّةٍ وفَضائلٍ ... ومتقنُ أحكامِ الفرائضِ والسُّنَنْ

نشأ هو والسيد سليمانُ بن يحيى في التفرغ لطلب تحقيق العلوم، وإحراز منطوقها والمفهوم، وَجدَّا حتى وجَدَا، وَلَجَّا حتى ولجَا، ومن تعنَّى، نالَ ما تمنى:

تمنيتَ أن تُمسي فقيهًا مناظِرًا ... بغيرِ عناءٍ، والجنونُ فنونُ

ومن مشايخه السيدُ أحمدُ بنُ محمد مقبول الأهدل، والشيخُ عبد الخالق المزجاجيُّ، واستجاز له السيد سليمان من مشايخه الذين أجازوه في الحرمين وغيرهما، وتصدَّرَ للتدريس في سائر الفنون، وانتفع به الطلبة كثيرًا. وكانت أوقاته محفوظة، لا يراه أحدٌ إلا تاليًا لكتاب الله، أو مدرِّسًا لعلم الحديث الشريف، أو مشغولًا بطاعة.

<<  <   >  >>